إلى رئيس الجمهورية، محمد ولد الشيخ الغزواني
سيدي الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني،
كان عبد قيس بن خفاف البرجمي معاصراً للنعمان بن المنذر، وعاش سنين طويلة وكان شاعراً حكيماً كثير التجارب. كانت الحكمة من أغراضه الشعرية، وكان يوصي ابنه أجبيل قائلاً:
"أوصيك إصاء امرء لك ناصح
طبن بريب الدهر غير مقفل"
سيدي الرئيس،
إن فارق السن بيننا متقارب، وأوصيكم لا كإبن بل كأخ وأكثر، وما خاب من استشار. نتائج الانتخابات تظهر لنا معادلة يجب التعامل معها لمصلحة الوطن ولمصلحتكم شخصياً.
أيام قليلة وسوف تنصبون رئيساً لمأمورية جديدة، ولكن عليكم حل المعادلة المذكورة آنفاً:
1. خسرتم الانتخابات في بعض المدن الكبيرة لصالح المرشح بيرام. يمكننا القول أن الناخبين في هذه المدن ناضجون ويعرفون لمن يصوتون ولماذا.
2. خسرتم عدة مكاتب محسوبة على الجيش لصالح المرشح بيرام. لابد من وجود تفسير مقبول لهذه الحالة.
3. شاهدتم الحصار والتضييق على المرشح بيرام وربما محاولات دفعه لارتكاب أخطاء جسيمة في حق الوطن والمواطن، لكنه لم يقع في الفخ. وعند وصولكم منحتم له ترخيصاً لعقد نشاط يخوله له القانون.
4. تابعتم مهرجان المرشح بيرام في المطار القديم والذي حتى الآن لم يعترف بفوزكم في الانتخابات. وتأكدتم أن شريحة كبيرة من مواطنيكم مهتمون به كسياسي وطني، وعليكم التأمل في هذا.
هذه، سيدي الرئيس، هي المعادلة التي عليكم حلها قبيل تنصيبكم. هذا في مصلحتكم، لكي يكون التنصيب مكتملاً. إن لم توفقوا في حلها قبل التنصيب، فعليكم حلها مباشرة بعد التنصيب، وهذه المرة في مصلحة الوطن.
سيدي الرئيس وأخي الكريم،
أرجو من الله أن يلهمكم ما فيه مصلحتكم ومصلحة هذا الوطن العزيز علينا، وأن تكون هذه المأمورية تتويجاً لكم في حياتكم السياسية، وأن لا تفوتكم فرصة التصالح بينكم وبين جميع الفرقاء السياسيين، معارضين ومناصرين. تعيش موريتانيا حرة، مستقلة، ومزدهرة.
مرشح سابق للانتخابات الرئاسية،
الرئيس مولاي الحسن ولد الجيد.