يجتمع مجلس الأمن الدولي في يوم 30 أكتوبر الجاري لتجديد ولاية بعثة الأمم المتحدة للاستفتاء في الصحراء الغربية (المينورسو) ولمناقشة مشروع قرار أمريكي قد يُعيد رسم معالم ملف الصحراء الغربية.
منذ تولي فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني مهامه، شكّلت مكافحة الفساد حجر الزاوية في مشروعه الإصلاحي، ومرتكزًا أساسيًا في برنامجه الانتخابي الذي جعل من الحكامة الرشيدة والشفافية شرطًا لا غنى عنه لتحقيق التنمية المستدامة.
مع اقتراب موعد تجديد ولاية بعثة “المينورسو” في نهاية شهر أكتوبر، يواجه المبعوث الشخصي للأمين العام للأمم المتحدة إلى الصحراء الغربية، ستافان دي ميستورا، لحظة حاسمة في مسار مهمته.
إن منبع الفساد في هذا البلد هو فساد قضائه وترهل منظومته العدلية؛ فلو كان المسؤول أو المواطن العادي يوقن في قرارة نفسه بوجود قضاء مهني مستقل وعادل يقف خلفه، لما تجرأ على خرق القانون، ولتدفقت الاستثمارات، ولعمّ الرخاء.
ماذا يمكن للمرء أن يفكر حين يلقي نظرة على أسرّة المستشفيات، وعلى الفصول المهددة بالانهيار حيث يتكدّس عشرات الأطفال كما تُكدّس السردين في علبة معدنية، وعلى صفوف المرضى المغادرين عبر معبر روصو أو مطار نواكشوط، وعلى عناصر التفتيش الطرقي وهم يُدخلون رؤوسهم في مقصورات سيارات الأجرة أو الحافلات، وعلى ا
ماذا حدث حتى تخرج، أنت المعروف عادة بالتواري عن الأضواء، لتلقي المواعظ على الرأي العام؟ لقد عُرفت دومًا بحرصك على السرية، وفن الاجتماعات المغلقة والمناورات غير المرئية، فلماذا تقف اليوم في موقع الواعظ الذي ينصّب نفسه حارسًا للأخلاق السياسية؟
في الجزء الأوّل أصغينا إلى وقع الأغلال على معصم التاريخ؛ ورأينا كيف تُعيدُ الشرائحيّةُ والقبيلةُ تدويرَ التراتبيّات في لبوسٍ جديد، وكيف يُستدرجُ الحاضرُ إلى هوامش الماضي. غير أنّ هذه القراءة لا تُعيد سؤال «مَن يغلبُ مَن؟»، بل تطرح زاويةً مختلفة تمامًا: كيف نخرجُ من مثلّث التنافر إلى عقد التكامل؟
بين شرائح تُقَسِّم الناس بالميلاد، وقبائل تُقيّدهم بالولاء، وخطابات دينية زائفة تُبارك الامتياز وتُوهِن المساواة، تعيش موريتانيا مخاضًا عسيرا: ميلاد دولة المواطنة وسط رواسب من ماضٍ عنيد لا يزال يُثقل خطاها.
موكبٌ مرتجلٌ لم يكن فيه أحد مُهيأـ سوى "الأسد" نفسه ـ لخوض مغامرةٍ شاقّة وغير مسبوقة كهذه. الدافعَ الوحيد لقائدها: المباهاة بالذات، واتخاذ الغرور تكتيكًا سياسيًا.
ولا يهم إن أتمَّ المناورة أم لا: الضجة الإعلامية حولها كفيلة، حسب حساباته غير المعلنة، بتحقيق مأربه.