
في المشهد الصناعي الموريتاني، قلّما توجد مؤسسة تجسد السيادة والقدرة الاقتصادية والفخر الوطني مثل الشركة الوطنية للصناعة والمناجم (SNIM). وعلى رأسها اليوم، رجل يجسّد رؤية حديثة، مسؤولة، وموجهة بكفاءة نحو النتائج: المدير العام الحالي، محمد فال ولد اتليميدي الذي أصبح اسمه مرادفًا للإدارة الرشيدة والقيادة الملهمة داخل الشركة وخارجها.
منذ توليه المسؤولية، فرض المدير العام أسلوبًا إداريًا صارمًا وواقعيًا، بعيدًا عن الحسابات السياسية والتجاذبات الظرفية. فقد جعل من استقلالية الشركة أولوية استراتيجية، إيمانًا منه – وهو على حق – بأن بقاء هذه المؤسسة الوطنية الكبرى مرهون بقدرتها على التركيز على مهمتها الصناعية النبيلة، بعيدًا عن الصراعات السياسية والتدخلات الخارجية.
وتؤكد النتائج هذا التوجه. ففي السنوات الأخيرة، لم تكتفِ SNIM بتعزيز قدرتها الإنتاجية، بل حسّنت من مردوديتها ووسّعت آفاقها التسويقية الدولية. ورغم تقلبات أسعار الحديد في الأسواق العالمية، واصلت الشركة أداءها اللافت، بفضل إدارة أفضل للموارد البشرية، واستثمارات موجهة نحو التحديث، والتزام دائم بتطوير بنيتها التحتية.
هذه الديناميكية لم تأتِ من فراغ. بل تعكس رؤية واضحة والتزامًا شخصيًا من المدير العام لإعادة SNIM إلى مكانتها الطبيعية كقاطرة للاقتصاد الوطني. وقد تم ذلك من خلال خيار استراتيجي حاسم: تحصين الشركة من التجاذبات السياسية، ومنحها أدوات النجاح في الأداء، والشفافية، والمساهمة الفعالة في التنمية المحلية.
وقد أعاد المدير العام كذلك إرساء ثقافة مؤسسية تقوم على الانضباط، والاستحقاق، والمسؤولية. ففي ظل قيادته، أصبحت SNIM فضاءً تُثمَّن فيه الكفاءات، وتُتخذ فيه القرارات بناءً على مصلحة المؤسسة، وتُدار فيه المشاريع الكبرى – من الاستخراج إلى التصدير – بكثير من المهنية والتخطيط.
وفي وقت تتطلع فيه موريتانيا إلى نمو مستدام وشامل يستند إلى السيادة الاقتصادية، فإن نموذج الإدارة الذي يجسّده المدير العام لـ SNIM يستحق الإشادة والدعم والحماية. فالحفاظ على SNIM بعيدًا عن الاضطرابات السياسية هو السبيل لضمان استمرارها في أداء دورها المحوري في مسيرة التنمية الوطنية.
إن هذا النهج القيادي، الذي يجمع بين الهدوء والفعالية، لا يستحق فقط التقدير، بل يدعونا أيضًا إلى وعي جماعي بأهمية حماية هذا المسار النموذجي. فـ SNIM ليست فقط ثروة استراتيجية ومعلماً صناعياً، بل هي أيضًا مدرسة في الانضباط الاقتصادي، ويجب أن تظل، أكثر من أي وقت مضى، مثالًا للنجاح الوطني والتفوق و الامتياز في موريتانيا.
محمد فال احمد الطلبه