بقلب مفعم بالسعادة والعرفان، يسرني أن أتوجه بجزيل الشكر وعميق الامتنان إلى كافة الشعب الموريتاني الشقيق وإلى جميع أفراد الجالية المغربية والجاليات العربية والأفريقية الشقيقة المقيمة في الديار الموريتانية، وكذا إلى رؤساء وأعضاء التمثيليات الدبلوماسية للدول الشقيقة المعتمدة بنواكشوط، وإلى كافة الأوساط والنخب المحبة والمشجعة للمنتخب الوطني المغربي، الذين لم يتوانوا ولو لوهلة عن تشجيع أسود الأطلس، في كل مبارياته البطولية برسم بطولة كأس العالم دورة - قطر2022، منوها، بشكل خاص، بالمجهودات الجبارة للسلطات الموريتانية الأمنية منها والمحلية التي تجندت وعبأت كل وسائلها لمواكبة فرحة آلاف الموريتانيين والمغاربة والجاليات العربية والأفريقية المقيمة بالديار الموريتانية، من خلال السهر على إنجاح هذا العرس الكروي بحرفية ومهنية عالية المستوى.
نعم، لقد أبلى أسود الأطلس البلاء الحسن وقدموا أداء بطوليا وجيدا بشهادة الجميع رغم أن الحظ لم يسعفهم في مواجهة حامل اللقب. هذا هو منطق كرة القدم... ولكنها بداية لمشوار جديد يقول "لا مستحيل بعد اليوم". وبولوجهم للمربع الذهبي عن جدارة واستحقاق، استطاع الأسود أن يكسروا تقليدا طالما جعل من كأس العالم حكرا على بعض الدول. وللتاريخ، سيبقى أنه رغم تعثرهم في نصف النهائي، فقد فاز أسود الأطلس بأغلى من ذلك، ألا وهو كسب عطف ومحبة حشود من الجماهير الغفيرة عبر أنحاء المعمورة.
لقد عشنا فعلا وعاش معنا محبي "أسود الأطلس" لحظات تاريخية آزرنا فيها جميعا الأسود بجميع جوارحنا وبتشجيعات كلها عزيمة ويقين وثقة بمنتخب أبان أنه لا يعرف المستحيل وتحدى الصعاب مخلدا بذلك اسم بلد مثل العرب والأفارقة والمسلمين أحسن تمثيل في تاريخ أكبر التظاهرات العالمية الرياضية. ولا يختلف اثنان على أن الإنجاز التاريخي لأسود الأطلس أعطى لهذه التظاهرة طعما خاصا حيث ردد فيه العرب والأفارقة شعار "كلنا مغاربة". فعلا لقد كبر الحلم وعظم الطموح وأصبح المنتخب المغربي يمثل طموح الأمة العربية وحلم القارة الأفريقية وآمال شعوب الجنوب بصفة عامة.
وختاما، أجدد الشكر والعرفان للجمهورية الإسلامية الموريتانية، قيادة وحكومة وشعبا. لقد أحسسنا بالفعل، في نواكشوط وفي جميع أرجاء موريتانيا، بالتشجيع التلقائي والمساندة الحماسية لدى جميع فئات الشعب والنخب الموريتانية. شكرا لشعراء بلد المليون شاعر على أبياتهم و"كَيفانهم" التي خلدت الحدث. شكرا للإعلاميين والمدونين الذين أبدعوا في اختيار ونحت العبارات. شكرا للجمهور الموريتاني الذي حج لسفارة المملكة عقب كل انتصار للمنتخب المغربي لمشاركة إخوتهم المغاربة نشوة الانتصار. هتافات وزغاريد ورقص وطبول وفرحة صنعها المنتخب الوطني المغربي الذي آمن، بكل يقين، بقدرته على الفوز وكتابة التاريخ.