قال الجيش الإسرائيلي إن قواته قتلت فلسطينيين اثنين بالرصاص، بعد أن هاجما جندياً في مدينة الخليل في الضفة الغربية المحتلة اليوم الخميس، وإنه اعتقل أحد جنوده بعد ظهوره في تسجيل مصور وهو يطلق رصاصة على رأس أحد المهاجمين وهو ممدد على الأرض.
وقال الجيش في بيان إنه أوقف الجندي عن العمل، وإن الشرطة العسكرية فتحت تحقيقاً جنائياً في الحادث.
وأظهرت لقطات صوّرها أحد المارة، عقب الهجوم مباشرة، واطلعت عليها “رويترز″، أحد المهاجمين بعد حادث الطعن ملقى على الأرض بلا حراك. وبدا أحد الجنود وهو يصوب سلاحه ويطلق رصاصة على رأس الفلسطيني الملقى على الأرض. واهتزت جثته بقوة وتدفقت الدماء من رأسه.
وقال اللفتنانت كولونيل بيتر ليرنر، المتحدث باسم الجيش “قوات الدفاع الإسرائيلية تعتبر الحادث انتهاكاً صارخاً لقيم جيش الدفاع وسلوك ومعايير عملياته العسكرية. فتحت الشرطة العسكرية تحقيقاً، واعتقل الجندي”.
وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو “ما حدث في الخليل لا يمثل قيم جيش الدفاع الإسرائيلي”، مضيفاً أنه يتوقع من الجنود الإسرائيليين “ممارسة ضبط النفس والالتزام بقواعد إطلاق النار”.
وأيدت الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حق إسرائيل في الدفاع عن النفس، في مواجهة هجمات فلسطينية في الشوارع، في القدس والضفة الغربية المحتلة، والمستمرة منذ ستة أشهر، لكنها حثّت أيضاً على ضبط النفس في استخدام القوة.
وتتهم جماعات حقوق الإنسان القوات الإسرائيلية بالتسرع في اللجوء للأسلحة النارية لقتل أو جرح المهاجمين بدلاً من محاولة اعتقالهم بوسائل أخرى. وفي بعض الحالات أطلق جنود الرصاص على فلسطينيين لمجرد الاشتباه في اعتزامهم تنفيذ هجوم.
وقال رئيس الوزراء الفلسطيني رامي الحمد الله إن التسجيل المصور يقدم دليلاً على أن الجنود الإسرائيليين ينفذون إعدامات ميدانية بحق الفلسطينيين، داعياً إلى توفير حماية دولية للمدنيين الفلسطينيين.
الجندي المصاب يعاني من جروح خفيفة
وذكرت متحدثة باسم مستشفى إسرائيلي أن الجندي الذي تعرّض للطعن في حالة مستقرة وأن الفحوص الأولية أظهرت أنه أصيب بجروح طفيفة.
وجاء في بيان الجيش الإسرائيلي “طعن مهاجمان جندياً (إسرائيلياً) عند موقع عسكري في الخليل. تعاملت قواتنا مع الهجوم وأطلقت النار على المهاجمين مما أدى إلى مقتلهما”.
وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية استشهاد الاثنين، وقالت إن اسميهما رمزي القصراوي وعبد الفتاح الشريف، وإنهما في الحادية والعشرين من العمر.
ويعيش نحو ألف مستوطن يهودي في وسط الخليل، التي يقطنها 200 ألف فلسطيني، وتعدّ من المناطق الساخنة التي شهدت الكثير من الحوادث خلال الستة أشهر الماضية.
ووقع هجوم اليوم الخميس في منطقة يعيش فيها مستوطنون يهود بجوار سكان فلسطينيين.
ومنذ اكتوبر تشرين الأول قتل فلسطينيون 28 إسرائيلياً واثنين من الأمريكيين، وقتلت القوات الإسرائيلية 190 فلسطينياً على الأقل، بينهم 129 شخصاً تقول إسرائيل إنهم مهاجمون. واستشهد معظم الباقين في اشتباكات واحتجاجات.
ويقول زعماء فلسطينيون إن الهجمات تجيء بدافع الإحباط من غياب أي تحرك باتجاه إقامة دولة فلسطينية، بينما تقول إسرائيل إن الزعماء الفلسطينيين يحرضون على العنف وكذلك وسائل التواصل الاجتماعي.