قال الاتحاد الوطني للتعليم في بريطانيا إن "كي الثديين" ينبغي أن يُضمن في المناهج التعليمية في المدارس البريطانية لحماية الفتيات من الانتهاكات.
ويتضمن هذا الإجراء كي الصدر بأشياء ساخنة لتأخير نمو الثديين حتى لا تجذب الفتيات الرجال.
وقالت نيكي مورغان، عضوة مجلس العموم عن حزب المحافظين، إن المعلمين أيضا ينبغي أن تكون لديهم دراية بهذا الإجراء، إذ أن لهم "دورا هاما" في مكافحته.
وأكدت وزارة الداخلية البريطانية أن من واجب المعلمين الإبلاغ عن أي مخاوف حيال تعرض الفتيات لهذه الممارسات.
"الصراخ ممنوع"
تعيش كينايا، التي غيرنا اسمها، في بريطانيا.
وخضعت هذه الفتاة، التي تعود أصولها إلى غرب أفريقيا حيث ظهر كي الثديين - لهذا الإجراء وهي في العاشرة من عمرها.
وقالت كينايا إن أمها قالت لها: "إذا لم تكويهما، فسوف يقبل الرجال عليك لممارسة الجنس معك."
وغالبا ما تتولى الأمهات كي الثديين لفتياتهن، وعادة ما يُسخن حجر أو ملعقة على اللهب ثم يضغط بها على الثديين أو يُدلكا أو يُمسحا بها.
وقد تستمر هذه العملية لعدة أشهر.
تقول كينايا: "الوقت لا يمكن أن يمحو هذا النوع من الألم."
وأضافت: "حتى الصراخ غير مسموح به، وإذا فعلت فقد جلبت العار لأهلك لأنك لست 'فتاة قوية'."
وأصبحت كينايا أمَّا لديها فتيات في الوقت الحالي.
وعندما بلغت ابنتها العاشرة اقترحت أم كينايا أن تجري للفتاة عملية كي الثديين.
لكنها الأم الشابة رفضت ما اقترحته الجدة بشدة قائلة: "لن يمر أي من أطفالي بما مررت به، فلا أزال أعيش تلك الصدمة."
وانتقلت كينايا إلى مكان للإقامة بعيدا عن أسرتها مخافة أن ينفذوا عملية كي الثديين لبناتها دون موافقتها.
ويُقدر عدد الفتيات اللاتي تعرضن لهذا الإجراء في بريطانيا بحوالي ألف فتاة.
لكن بينما يزداد الوعي بختان الإناث، هناك مخاوف من أن قليلين فقط هم من لديهم معلومات عن كي الثديين.
قالت إمرأة لبرنامج فيكتوريا ديربيشاير، في بي بي سي، إنها أدركت أن كي الثديين ليس إجراء عاديا فقط عندما رأت أن جسمها مختلف عن زميلاتها أثناء حصص التربية البدنية في إحدى المدارس البريطانية، ما سبب لها حزنا شديدا.
وأشارت إلى أن شقيقتها قامت بكي ثدييها عندما كانت في الثامنة من عمرها، لكن معلمتها لم تكتشف أمرها لتبلغ عن حالتها عندما انسحبت وأعربت عن رغبتها في عدم حضور حصص التربية البدنية.
وقالت: "لو كانت معلمة التربية البدنية علمت بحالتي، لو كانت مدربة على اكتشاف مثل هذه الحالات، لكنت حصلت على المساعدة التي أحتاجها لأنمو بشكل طبيعي."
وتطالب كيري تانكس، الرئيسة المشاركة للاتحاد الوطني للتعليم، طواقم العمل بالمدارس، خاصة معلمي ومعلمات التربية البدنية، بتعلم كيفية ملاحظة علامات كي الثديين.
كما شددت على ضرورة نشر الوعي بجميع المدارس بهذا الإجراء بالطريقة نفسها التي يتم بها التوعية بقضية ختان الإناث بحلول عام 2020، ليكون جزءا إجباريا من حصص تعليم العلاقات والجنس في المدارس الثانوية في بريطانيا.
وأشارت إلى أن مشكلات كي الثديين لابد من "التصدي لها، والتعامل معها، والحديث عنها."
وأضافت: "المناهج المدرسية لابد أن تُراجع باستمرار كلما ظهرت ممارسات، أو عادات أو انتهاكات جديدة."وأكدت على ضرورة أن يتعلم القائمون على العمل مع الفتيات والشابات في المدارس كيف يكتشفون أن كي الثديين يُمارس في بريطانيا، وأن يتمكنوا من "تقديم المشورة للصغار بشأن الإجراءات التي يحتاجون إلى اتخاذها".
وقالت إمرأة تُدعى "سيمون" لبرنامج فيكتوريا ديربشاير إنها مرت بتجربة كي الثديين وهي في الثالثة عشرة عندما اكتشفت أمها أنها مثلية.
وقالت: "وفقا لها، ربما كنت جذابة بسبب ثديي. لذلك رأت أنها إذا أجرت لي عملية الكي وتراجعت جاذبية صدري، ربما أصبحت قبيحة، ولن يعجب بي أحد."
وفي حالة سيمون، استمرت عملية الكي لعدة أشهر.
وكغيرها من الفتيات اللاتي تعرضن لهذا الإجراء، كان شريط صغير يُلف على صدرها بإحكام لضغط الثديين أكثر - مما كان يسبب صعوبة في التنفس.
وبعد سنوات، عندما أنجبت طفلا من الرجل الذي أُجبرت على الزواج منه، ظهرت عليها علامات الضرر طويل الأجل الذي لحق بها من كي الثديين.
وقالت: "عندما بدأت إرضاع الصغير من الثدي، كان الأمر بالغ الصعوبة، فكنت أحس وكأن عقدة داخلي ثديي."
وأضافت: "يبدو وكأن الأعصاب تلفت."
جريمة خفية
ليست هناك جريمة محددة في عملية كي الثديين، لكن وزارة الداخلية وصفتها بأنها شكل من أشكال الانتهاكات ضد الأطفال، مشددة على ضرورة محاكمة من يرتكبها بموجب قوانين الاعتداء.
وقالت أنجي ماريوت، ممرضة نساء وتوليد سابقة ومحاضرة في الحماية بالشرطة البريطانية، إن الحجم الحقيقي لممارسة هذا الإجراء في بريطانيا لن يتم التوصل إليه بدقة نظرا لعدم الإبلاغ عن أغلب الحالات.
ووصفت كي الثديين بأنه "جريمة خفية"، إذ تخشى النساء التحدث عنها تجنبا "للعزلة عن مجتمعاتهن".
وأضافت: "لدي معلومات لأن البعض كشفن لي عن حالاتهن."
وتابعت: "قالوا لي إنها المرة الأولى التي يتحدثون فيها عما حدث لهن، وكن يشعرن بالخزي أثناء ذلك."
ولا تزال الندبات التي خلفتها هذه العملية ظاهرة في صدر سيمون، ما يجعل بداخلها رغبة لزيادة الوعي بهذه الجريمة.
وقالت سيمون: "أقل ما يقال عنها إنها انتهاك، إنها تؤلمك وتجردك من المشاعر الإنسانية."
وأضافت: "تنزع عنك صفة الإنسانية."