أمسك بيده الصغيرة يدها التي تبلغ ضعف حجم يده، شدها إلى صدره فاحمرت وجنتاها، هو يبلغ من العمر 12 عاماً أما هي فقد تجاوزت الثلاثين من عمرها، قصة هذين العروسين تداولها الآلاف على الصفحات الاجتماعية الأسبوع الماضي.
وفي الوقت الذي شكك البعض أن ما يظهر في الفيديو الذي تصل مدته لـ 3 دقائق هو بالفعل عقد قران لهذا الطفل والعروس التي تكبره بـ 17 عاماً، تبين أنه حقيقي تم تصويره في زفاف عروسين سوريين وتحديداً من قرية عدلة جنوبي الحسكة السورية.
فرح وموسيقا ورقص، الكل كان مرتاحاً في هذا المقطع إلا العروس التي بدا على وجهها التوتر بل حتى الغضب، وبحسب رواية أهالي تلك المنطقة لـ"عربي بوست" فلهذا الزفاف قصة أدت إليه، حسم أمرها فقط قبل ساعات منه!
والد الطفل وهو بالأصل من قرية رويشد بريف دير الزور، اختار ابنة أخيه زوجة لابنه وحسم مع والدها القرار في نفس يوم الزفاف، فهذا الطفل هو آخر إخوته الذين قتلوا على يد عناصر داعش عندما كانت القرية تحت سيطرة التنظيم، برأيه أن "الزواج هذا سيحافظ على نسل العائلة".
وليست عائلة العريس فقط من قتل أغلب أفرادها بل عائلة العروس أيضاً، فقد أودى قصف جوي من قبل قوات التحالف على القرية بحياة 20 فرداً من عائلتها نهاية العام 2016.
والصدمة في الزواج هذا انعكاس الرواية التي عادة ما تجمع طفلة برجل مسن على مخدة واحدة، فكثيرة هي القصص التي انتشرت في المجتمع السوري منها ما جاء نتيجة الحرب ومنها ما كان بالأصل ضمن العادات والتقاليد لأهالي الأرياف.