قالت القوات العراقية إنها استعادت منطقة النعيمية جنوب مدينة الفلوجة وباتت على بعد ثلاثة كيلومترات عن مركز المدينة بعد وصولها إلى مشارف حي الشهداء فيها، ضمن الهجوم الذي تشنه لاستعادة المدينة من أيدي مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية.
وكانت القوات الأمنية العراقية شنت هجوما فجر الاثنين لاقتحام المدينة من ثلاثة محاور، في عملية أطلق عليها رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي عند حضوره جلسة البرلمان الأحد "المرحلة الثالثة في معركة تحرير الفلوجة".
ولم يتمكن سوى عدد قليل من العوائل والمدنيين الخروج من المدينة قبل ومع بدء الهجوم، وتقدر تقارير أن نحو 50 ألف نسمة ما زالوا محاصرين في المدينة.
وأعلنت خلية الإعلام الحربي التابعة لقيادة العمليات المشتركة العراقية أن "القوات الأمنية بقيادة جهاز مكافحة الإرهاب بدعم جوي من قبل طيران التحالف الدولي استعادت السيطرة على منطقة النعيمية جنوب الفلوجة ورفعت العلم فوق مخفر الشرطة فيها".
وقال مصدر في شرطة محافظة الأنبار إن "القوات الأمنية وصلت الآن إلى مشارف حي الشهداء جنوبي المدينة الذي يبعد عن مركزها مسافة 3 كيلومترات".
وأشار الى أن معارك عنيفة دارت وسط النعيمية المحاذية لحي الشهداء بين القوات الأمنية وتنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية.
وذكر مصدر مطلع لبي بي سي أن معارك عنيفة تدور بين القوات الأمنية ومسلحي التنظيم في حي المزرعة عند المدخل الشرقي للفلوجة.
ويقول موفد بي بي سي من العاصمة العراقية، جيم موير، بأنه على الرغم من إعلان القوات العسكرية أنها تتقدم نحو أهدافها، إلا أنه يبدو أن القتال يتركز عند دفاعات تنظيم الدولة الإسلامية خارج المدينة.
وكان مصدر أمني عراقي أفاد صباح الأثنين بأن معارك ضارية تدور منذ الساعة الخامسة بالتوقيت المحلي من فجر الاثنين في محيط مدينة الفلوجة، كبرى مدن الأنبار، بين القوات الأمنية العراقية والمسلحين.
وتتقدم القطعات المهاجمة قوات النخبة في جهاز مكافحة الإرهاب، التي تعد من أفضل الوحدات العسكرية العراقية تدريبا وتسليحا، بحسب أحد القادة الميدانيين.
ونقلت وكالة فرانس برس عن قائد العمليات، الفريق عبد الوهاب الساعدي، قوله "إن القوات العراقية دخلت الفلوجة تحت غطاء جوي من التحالف الدولي والقوات الجوية العراقية وطيران الجيش، وبإسناد من المدفعية والدبابات".
وأضاف أن "قوات مكافحة الإرهاب والشرطة الاتحادية في الأنبار والجيش العراقي بدأوا التحرك في الرابعة فجرا تقريبا لدخول الفلوجة من ثلاثة محاور".
وأكمل "ثمة مقاومة من داعش"، مستخدما التسمية المحلية المختصرة التي تطلق على تنظيم الدولة الاسلامية.
معارك ضارية
وأكد مصدر من شرطة الأنبار مشاركة القوات التكتيكية وقوات المهمات الخاصة التابعة لشرطة الأنبار في عملية الاقتحام.
وأضاف المصدر أن القوات الأمنية العراقية بدأت هجومها من المحور الجنوبي لمدينة الفلوجة، تحديدا من جهة جسر التفاحة في منطقة النعيمية التي حصنها تنظيم الدولة الإسلامية بخطوط صد من مئات المسلحين المدججين بأسلحة ثقيلة ومتوسطة فضلا عن سيارات مفخخة وأحزمة ناسفة، مبينا أن معارك عنيفة جدا تدور الآن بين الطرفين.
ونقلت الوكالة ذاتها عن المتحدث باسم جهاز مكافحة الارهاب صباح النعمان قوله "بدأنا في وقت مبكر من هذا الصباح عمليات اقتحام الفلوجة".
ويؤشر استخدام قوات النخبة في جهاز مكافحة الإرهاب بدء مرحلة القتال داخل المدينة، التي سبق أن خاضت القوات الأمريكية فيها في عام 2004 ما وصف بأنه أشرس قتال لها منذ حرب فيتنام. وركزت المراحل السابقة في عملية استعادة الفلوجة، المتواصلة منذ اسبوع، على استعادة بعض القرى والمناطق الريفية المحيطة بالمدينة وتطويقها استعدادا لاقتحامها.
كانت القوات الحكومية بمساعدة قوات الحشد الشعبي بدأت في 23 من مايو/ أيار عملية لاستعادة السيطرة على المدينة التي تقع على بعد نحو 50 كيلومترا إلى الغرب من بغداد.
وتتصاعد المخاوف بشأن أوضاع المدنيين داخل المدينة، مع توارد تقارير عن نقص الامدادات الغذائية والطبية وتعرض البعض للموت جوعا أو للقتل عند رفضهم القتال إلى جانب مسلحي التنظيم.
وقد دعا الجيش العراقي المدنيين الباقين في المدينة إلى مغادرتها أو البقاء في بيوتهم وعدم الخروج منها.
وكانت الفلوجة أول مدينة يسيطر عليها مسلحو التنظيم، إذ فرضوا سيطرتهم على المدينة في يناير/ كانون الثاني 2014، أي قبيل ستة أشهر من إعلانهم ما سموه "دولة الخلافة" في المناطق التي سيطروا عليها في العراق وسوريا.