أثار الحوار الذي أجراه أمس الجمعة الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي، مع قناة "فرنسا 24" جدلا كبيرا في الساحة السياسية التونسية، وفي مواقع التواصل الاجتماعي.
فقد اتهم المرزوقي، وبلهجة شديدة، رئيس "حركة النهضة" راشد الغنوشي بأنه "خدعه"، مضيفاً أنه لم يحضر مؤتمر النهضة لأنه لا يريد أن يكون "مع المنافقين"، وفق قوله، في إشارة إلى قيادات النهضة وخاصة رئيسها الغنوشي.
وقال المرزوفي إن الغنوشي وقيادات النهضة تحالفوا مع الباجي قائد السبسي دون علمه، في لقاء باريس في صائفة 2013، مشيرا إلى أن "الأخلاق السياسية" كانت تستوجب من الغنوشي وقادة النهضة إعلامه بصفة مسبقة خصوصا وأنه كان وقتها شريكهم في الحكم.
وأضاف المرزوقي أن "حضوره في هذا المؤتمر سيكون من باب النفاق"، مبرزا لومه الكبير على رئيس الحركة راشد الغنوشي الذي قال إنه "خدعه عندما كان رئيسا للجمهورية ولم يعلمه أن حركة النهضة ستكون لها خيارات وتحالفات أخرى وأنه لم يعد رجل المرحلة".
وأشار المرزوقي إلى أن فحوى لقاء باريس بين الغنوشي والباجي قائد السبسي يجب أن يعلم التونسيين والنخب السياسية محتواه وتفاصيله.
في سياق آخر، تحدث المرزوقي عن معطيات غيّرت بنتائج الانتخابات الأخيرة، منها "المال الفاسد" و"انحياز الإعلام" و"خلل في القائمات الانتخابية"، مشيراً إلى أن الانتخابات الماضية كانت "معركة مفرغة بين قطبين تحالفا عقب الانتخابات"، وفي ذلك تضليل للناخبين، وفق تعبيره.
من جهة أخرى، أوضح المرزوقي أن النهضة لم تكشف شيئا جديدا حول مسألة إعلانها التفرغ للعمل السياسي والابتعاد عن الدعوي، مشيراً إلى أن "النهضة كان لا بد لها أن تتخذ هذا القرار منذ مدة لأنه لا مجال للدمج بين الدين والسياسة".
وفي تعليقه على موقف المرزوقي من حليفه السابق في الحكم الغنوشي، قال المحلل السياسي شكري بن عيس لـ"العربية.نت" إن "موقف المرزوقي من الغنوشي بدا مؤسسا أخلاقيا وسياسيا، وهو الذي برر به المرزوقي مقاطعته لمؤتمر النهضة".
وأضاف بن عيسي أن "عودة المرزوقي للمشهد السياسي ضرورية لإعادة التوازن، لكن لا يمكن أن يكون بنفس الخطاب المتشنج والمرتجل السابق"، مشيراً إلى أن "التشابك الحالي بين الغنوشي والسبسي، لم يقدم سوى حالة من الانهيار الاقتصادي والاجتماعي، والتراجع الأمني وتدهور الحقوق والحريات، فضلا عن التأزم السياسي بفرض تحالفات مخالفة لطبيعة الأشياء"، وفق تعبيره.