منذ أسابيع تنتشر صورٌ وفيديوهات بين الجزائريين لرجلٍ في العاصمة الجزائر، يرقص على كل نغمة يلتقطها سمعه في الشَوارع.
فقد ظهر "عمي إبراهيم" مجددا في شارع ديدوش مراد، وسط العاصمة، وهو يرتدي سروالا كلاسيكيا أسود، وقميصا مزركشا خفيفاً، راقصاً عل أنغام الموسيقى، ومتحديا نسمات الشتاء الباردة.
ما أثار استغراب المارّة الذين راحوا يتساءلون عمن يكون صاحب اللّحية البيضاء، والجسم الرياضي الذي غالبا ما يُنهي رقصاته بحركة بهلوانية مذهلة؟!
ومع انتشار فيديوهاته عبر مواقع التواصل الاجتماعي، زاد التفاعل مع ما يُقدمه من رقصٍ، حيث حيى البعض في الرَّجلِ روحه الخفيفة وإضفاءه جَواً مرحا على شوارع المدينة الصَّاخبة.
فيما انتقد آخرون رقصه المستمر في الشوارع..
لكن سرعان ما وصلت فيديوهاته إلى أقاربه وسكان مقاطعة براقي، جنوب العاصمة الجزائر، حيث كان يسكن، الذين كشفوا مفاجآت حول الرجل الغامض.
فبحسب شهادات متقاطعة، لأبناء حيه، العم إبراهيم عزيزان كان بطلا في رياضة "الكونغ فو"، ولاعب كرة قدم قديم، معروف في حيه، بسيرته الحسنة وحب الناس له، وحياته المستقرَّة.
لكن ما الذي جعله يتوه في الشوارع؟
أكد أقاربه أنه تعرض لمأساة جعلته يُصاب بصدمةٍ قلبت حياته رأسا على عقب، حيث أن ثمانية من أفراد عائلته قد اغتيلوا خلال العشرية السوداء (تسعينيات القرن الماضي).
فيما قال صديق آخر لإبراهيم تحدث عبر مقطع مصور انتشر على مواقع التواصل، "لم يعرف عن الرجل سوى أنه كان رياضيا كبيرا، ومن عائلة محترمة، يحبه الصغار قبل الكبار في الحي الذي يسكنه".
كما أضاف المتحدث بأنّ "الصدمة التي تعرض لها خلال العشرية السوداء، غيرت أحواله"، منتقدا "التعليقات السلبية ضده"، التي قال إنها "قادمة من أشخاص لا يعرفون قيمة الرجل، داعيا إلى تحري الحقيقة مرة أخرى قبل الحكم على الأشخاص".