أفادت دراسة أمريكية حديثة، بأن فيروس زيكا يهدد حياة الجنين، وينذر بالإجهاض المبكر إذا أصيبت به النساء خلال فترة الحمل.
الدراسة أجراها باحثون بمعهد هوارد هيوز الطبي بالتعاون مع جامعة ييل في الولايات المتحدة، ونشروا نتائجها في العدد الأخير من دورية (Science Immunology) العلمية.
وكانت دراسات سابقة تناولت خطورة فيروس زيكا على الجنين، حيث حذّرت من أن النساء الحوامل والأجنة في بطون أمهاتهم هم أكثر عرضة للإصابة بعدوى فيروس “زيكا” خلال الثلث الأول والثاني من الحمل، لضعف جهاز مناعة الأم.
وعثرت الدراسات على أدلة تشير إلى أن زيكا يمكنه عبور حاجز المشيمة، لينتقل من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل، ويمكنه أيضًا أن يتسرب إلى أدمغة الأجنة في الرحم ويعمل على عرقلة نموها وتطورها.
وكشفت الدراسات، أن زيكا يسبب أيضاً تلفاً دائماً في خلايا مهمة بالجهاز التناسلي لدى الذكور، يؤدي إلى انكماش الخصيتين وتراجع مستويات الهرمونات الجنسية وضعف الخصوبة.
وفي الدراسة الجديدة، سلط الباحثون الضوء على خطورة الفيروس على حياة الجنين، وإمكانية تسببه في إجهاض الحمل، من خلال مراقبة مجموعة من الفئران الحوامل المصابة بالفيروس.
ووجدوا أن الفئران الحوامل المصابة بالفيروس تنتج أجسامها بروتيناً لمكافحة الفيروس، قد يكون سببًا في إجهاض الحمل.
ووجد الباحثون أن بروتين الإنترفيرون الذي ينتجه الجسم بشكل تلقائي لتحفيز الجهاز المناعي على مقاومة الفيروسات، يمكن أن يلعب دوراً في الإجهاض التلقائي وغيرها من مضاعفات الحمل.
وقال أكيكو إيواساكي، أستاذ علم المناعة في جامعة ييل وقائد فريق البحث، إن “بروتين الإنفيريرون هو واحد من أكثر العوامل المضادة للفيروسات فعالية التي يولدها الجسم”.
وأضاف أن “مستقبلات الإنترفيرون تعتبر بمثابة نقطة تفتيش أثناء الحمل، وعند إصابة الحامل بالفيروس تضطر تلك المستقبلات أن تصدر استجابات مناعية لمكافحته قد تتسبب في قتل الجنين”.
وأشار إيواساكي، إلى أن “نتائج الدراسة تكشف أن استجابة مستقبلات الإنترفيرون للفيروس هي في الواقع ما ينهي حياة الجنين، وليس الفيروس نفسه”.
ونوّه بأن “هذا الاكتشاف له آثار سريرية تتجاوز الفيروسات، حيث أن النساء المصابات بأمراض المناعة الذاتية، مثل الذئبة الحمراء، لديهن مستويات أعلى من الإنترفيرون وهذا قد يسبب خطورة على حملهن”.
وكانت منظمة الصحة العالمية قد أعلنت في الأول من فبراير/شباط الماضي، أن انتشار “زيكا” يمثل حدثاً طارئاً على مستوى العالم، مشيرة إلى احتمال ارتباطه باضطرابات عصبية منها صغر حجم الرأس لدى المواليد ومتلازمة “جيلان – باريه” التي يمكن أن تسبب الشلل.
وينتقل الفيروس بشكل أساسي عن طريق لسعات البعوض، لكن العلماء يدرسون أي احتمالات أخرى، وارتبط زيكا بآلاف من حالات الولادة بعيوب خلقية.
ويقول خبراء منظمة الصحة العالمية، إن حدوث حالات وفيات جراء الإصابة بالفيروس أمر نادر، ومعظم حالات الإصابة لا تبدو عليها أية أعراض، لكن من بين الأعراض التي تم رصدها ارتفاع متوسط في درجة الحرارة والتهاب في العين وصداع وآلام بالمفاصل وحكة في الجلد. (الأناضول)