أفادت دراسة أمريكية حديثة بأن فيروس زيكا، المعروف بخطورته على الأطفال، قد يكون علاجاً جديداً لسرطان الدماغ لدى البالغين.
الدراسة أجراها باحثون بجامعتي واشنطن وكاليفورنيا في الولايات المتحدة، ونشروا نتائجها الأربعاء، في دورية (The Journal of Experimental Medicine) العلمية.
ويعرف العلماء فيروس زيكا بأنه تهديد لصحة البشر، وخاصة الأجنة، لكن فريق البحث أظهرت أن الفيروس يمكن أن يستهدف ويقتل بصورة انتقائية نوعاً من الخلايا السرطانية التي يصعب علاجها في أدمغة البالغين، حسب وكالة انباء الأناضول.
ولاختبار ذلك، أجرى الفريق تجربة على الفئران في المختبر، وتمكن فيروس زيكا من تقليص أورام خبيثة في أدمغة الفئران البالغة، دون أن يؤذي خلايا الدماغ الأخرى.
وأجرى الفريق تجارب أخرى على عينات لخلايا سرطانية دماغية مأخوذة من البشر، وأظهر النتائج أن فيروس زيكا قتل هذه الخلايا السرطانية التي تبدي مقاومة للوسائل التقليدية للعلاج المتبعة حالياً.
وأوضح الباحثون أنه على الرغم من أن تجربة الفيروس على البشر ما تزال أمراً بعيداً نسبياً، إلا أنهم يعتقدون أنه يمكن أن يتزامن حقن فيروس زيكا في الدماغ مع وقت إجراء العمل الجراحي لإزالة الأورام القاتلة.
وبدأ فريق البحث بتعديل الفيروس لجعله مطاوعاً أكثر من فيروس زيكا المعتاد، كإجراء احترازي لضمان السلامة.
وقال الباحث الطبيب مايكل دايموند، أحد المشاركين في الدراسة: “يبدو أن هناك أملاً كبيراً في زيكا. هذا الفيروس يستهدف خلايا مهمة جداً لنمو الأدمغة لدى الرضع، لكن يمكننا استخدام الآلية ذاتها لاستهداف الأورام المتنامية”.
ويأمل دايموند أن يتمكن الباحثون من البدء في تطبيق التجارب على البشر في غضون 18 شهراً.
كانت منظمة الصحة العالمية أعلنت في الأول من فبراير/شباط الماضي، أن انتشار “زيكا” يمثل حدثاً طارئاً على مستوى العالم، مشيرة إلى احتمال ارتباطه باضطرابات عصبية منها صغر حجم الرأس لدى المواليد ومتلازمة “جيلان – باريه” التي يمكن أن تسبب الشلل.
وعثرت دراسات سابقة على أدلة تشير إلى أن زيكا يمكنه عبور حاجز المشيمة، لينتقل من الأم إلى الجنين خلال فترة الحمل، ويمكن أيضًا أن يتسرب إلى أدمغة الأجنة في الرحم ويعمل على عرقلة نموها وتطورها.