ساد جو من التوتر خلال الأيام الماضية بين مالي وموريتانيا، أذكته مجموعة فاغنر الروسية، التي لا تزال نشطة في بعض البلدان الإفريقية على الرغم من مقتل قائدها يفغيني بريغوجين العام الماضي.
اقتحموا قريتين وأطلقوا النار
فقد تداركت مالي الخطأ الذي وقعت به مع مجموعة من جنودها مدعومين بعناصر من تلك المجموعة الروسية، حين اقتحموا قريتين شرق موريتانيا وأطلقوا النار عشوائيا، ما أدى إلى إصابة عدد من المدنيين.
ما دفع الرئيس المالي اسيمي غويتا إلى مكالمة نظيره الموريتاني محمد ولد الغزواني في وقت مبكر من صباح أمس الخميس، في عطلة عيد الفطر التي يحتفل بها البلدان بشكل رسمي، في تغيير واضح بالعادات بين الرئيسين، فالاتصالات نادرة بينهما ويعود آخر تاريخ آخر اتصال هاتفي بينهما إلى أبريل العام الماضي.
إطفاء غضب الجارة
ورغم أن رئاستي البلدين قالتا إنه تم خلال الاتصال الهاتفي، تبادل التهاني بمناسبة عيد الفطر، ومناقشة سبل تطوير العلاقات الثنائية بين البلدين، إلا أن توقيت الاتصال خاصة أنه جاء مع تنديد موريتانيا بتصرف مجموعة فاغنر، يؤكد أن الرئيس المالي حاول إطفاء غضب جارته والاعتذار عما تسببت به المجموعة الروسية والجنود الماليين على حد سواء.
أتى ذاك بعدما هاجم وزير النفط والطاقة الموريتاني الناطق الرسمي باسم الحكومة الناني ولد أشروقه، تصرف الجيش المالي ومجموعة فاغنر شرق البلاد، قائلاً إن عناصر من فاغنر والجيش المالي توغلوا داخل الأراضي الموريتانية أثناء مطاردة مسلحين بطريق الخطأ.
كما أكد أن الجيش الموريتاني سيكيل الصاع صاعين لمن دخل أراضيه عن قصد، وفق كلامه.
الحدود الشاسعة سبباً
يشار إلى أن قوة من فاغنر العاملة مع الجيش المالي كانت دخلت الأراضي الموريتانية وتحديدا الحدود الجنوبية الشرقية واقتحمت قريتي "دار النعيم"، و"مد الله" قبل أيام قليلة.
وبحسب مصادر محلية، فإن المجموعة أطلقت أعيرة نارية واعتقلت أشخاصاً كانت تطاردهم تصفهم بالإرهابيين من داخل أحد المنازل بقرية مد الله، وأصابت ثلاثة أشخاص بجراح قبل أن تنسحب خارج الأراضي الموريتانية.
فيما أثار الحادث موجة احتجاجات وإدانات واسعة في موريتانيا، ما دفع قيادة الجيش إلى طمأنة سكان المنطقة الحدودية بأن هذه التوغلات لن تتكرر مستقبلا وبأن الجيش قادر على حمايتهم.
يذكر أن موريتانيا ومالي تشتركان في حدود يبلغ طولها أكثر من ألفي كيلومتر، وبسبب غياب المراقبة الأمنية على الحدود الشاسعة تتوغل عادة عناصر الجماعات المسلحة المرتبطة بتنظيمي القاعدة وداعش إلى داخل الأراضي الموريتانية بعد كل عملية ملاحقة يقوم بها الجيش المالي.