حذر مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر، من أن المزيد من الدول ستعاني من أزمة ديون، وتخلف محتمل عن السداد مع إنفاق 25 من 52 دولة فقيرة 20 في المئة من إيراداتها، لتغطية كلفة ارتفاع الفوائد.
وقال شتاينر في تصريحات صحفية، على هامش مؤتمر الأمم المتحدة الخامس للبلدان الأقل نموا الذي تستضيفه الدوحة حتى التاسع من آذار/ مارس، "الوضع الحالي بالنسبة للبلدان النامية في ما يتعلّق بالدين الوطني خطير للغاية".
وأوضح أنه بناء على تحليل لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن "52 دولة إما تعاني من أزمة ديون، وإما هي على بعد خطوة عن أزمة ديون وتخلّف محتمل عن السداد".
واستدرك قائلا: بينما لا تساهم هذه البلدان في أكثر من ثلاثة في المئة من مخزون الدين السيادي العام، ما يفسّر "عدم اهتمام أسواق المال بالأمر بالقدر الكافي"، إلا أنها في الواقع "تمثّل 40 في المئة من فقراء العالم وسدس سكان العالم".
وبحسب شتاينر، فإن 25 من هذه الدول الـ52 "أنفقت بالفعل خُمس أو 20 في المئة من إيراداتها الحكومية لتسديد الفوائد المترتبة على ديونها".
وقال "إنه أمر غير قابل للاستدامة.. لذلك، دعونا بشكل واضح للغاية لوسائل عاجلة لضخ السيولة مع إعادة هيكلة وجدولة الديون. ما لم يحصل ذلك، فقد نرى دولة تلو الأخرى تدخل في منطقة أزمة الدين هذه".
ولفت شتاينر الى أن العالم يعيش بالفعل اضطرابات اجتماعية، حتى منذ ما قبل الوباء في عامي 2018 و2019. وقال "بدأ الناس يعبّرون عن قضاياهم السياسية في الشوارع سواء في تشيلي أو باريس أو هونغ كونغ أو الولايات المتحدة أو المملكة المتحدة. يسود بالفعل شعور قوي بالإحباط المرتبط جزئيا بقضايا عدم المساواة والفقر".
وأضاف: تسبّب ارتفاع أسعار الوقود بـ"صدمة قصيرة الأمد" تركت العديد من الدول بمواجهة صعوبات في المحافظة على الاستقرار المالي الأساسي وفرضت قيودا على الميزانيات، فيما تكتسب مسألة زيادة الاستثمارات في مصادر الطاقة المتجددة، ومكافحة التغير المناخي أهمية متزايدة في ضوء كوارث شهدها العالم مؤخرا مرتبطة بالتغير الحاد في أحوال الطقس.
وقال المسؤول الأممي إن "قدرة البلدان الأفقر وتلك ذات الدخل المتوسط على توسيع البنى التحتية المرتبطة بالطاقة النظيفة بشكل كبير.. تتأثّر".
وشدّد على ضرورة لعب المجتمع الدولي دور "شريك في الاستثمار من أجل مساعدة الاقتصادات الأفقر في المحافظة على قدرتها في الاستثمار بالوصول إلى الكهرباء النظيفة والميسورة التكلفة".
وشدّد على وجوب عدم التخلي عن البلدان الأقل نموا، داعيا المجتمع الدولي للاستثمار في هذه الدول من أجل التوصل إلى "خفض الفقر وإزالة الكربون وتخفيف التوتر السياسي، فلا يجد التطرف السياسي العنيف طريقه الى النجاح".