رئيسة وزراء فرنسا تزور الجزائر برفقة 16 وزيرًا

أحد, 09/10/2022 - 17:33

 

تبدأ رئيسة وزراء فرنسا إليزابيت بورن، اليوم الأحد، زيارة إلى الجزائر تستمر يومين يرافقها 16 وزيراً، أي نحو نصف أعضاء حكومتها، بهدف تعزيز مسار المصالحة التي بدأها رئيسا البلدين في نهاية آب/ أغسطس الماضي.
وتعد الزيارة هي الأولى إلى الخارج لرئيسة الوزراء الفرنسية، التي ستبدأها بتفقّد نُصبين تذكاريين، وبعد توتر استمر أشهراً، كان الرئيس إيمانويل ماكرون أجرى نهاية آب/ أغسطس زيارة إلى الجزائر، أتاحت تحسين العلاقات بين البلدين.

وستضع بورن إكليلاً من الزهور في العاصمة الجزائرية، عند "مقام الشهيد"، وهو نُصب يخلّد ذكرى الجزائريين الذين سقطوا في مواجهة فرنسا خلال حرب الاستقلال (1954-1962)، وعند مقبرة "سانت أوجين" (المقبرة الأوروبية في بولوجين)، حيث دفن عدد من الفرنسيين المولودين في الجزائر، وفق ما جاء على موقع (الشرق).
وكان الرئيس الفرنسي ونظيره الجزائري عبد المجيد تبون قد أعلنا في آب/ أغسطس الماضي، تشكيل لجنة مشتركة من المؤرخين "للنظر معاً في هذه الفترة التاريخية" منذ بداية الاستعمار (1830) حتى الاستقلال (1962)، لكن هذه اللجنة، بحسب الإليزيه، لا تزال "قيد التشكيل".
ومن المقرر أن تلتقي رئيسة الوزراء الفرنسية خلال الزيارة الرئيس الجزائري الذي وقّع معه ماكرون في 27 آب/ أغسطس "إعلان الجزائر من أجل شراكة متجددة" الذي يتضمّن ستة محاور، علماً بأن أي خطوات ملموسة لم تتّخذ بعد على هذا الصعيد.

"تعاون اقتصادي"

وترأس بورن، الأحد، مع نظيرها الجزائري أيمن بن عبد الرحمن "الدورة الخامسة للجنة الحكومية الرفيعة المستوى"، علماً بأن النسخة الأخيرة من هذا الاجتماع تعود لعام 2017، وستتطرّق اللجنة في اجتماعها  لملف "التعاون الاقتصادي".
وكان مقرراً إجراء زيارة إلى الجزائر مع وفد وزاري في نيسان/ أبريل 2021، لكنّها أرجئت في اللحظات الأخيرة على خلفية توتر العلاقات بين البلدين.
ويُفترض أن يُسفر اجتماع اللجنة الحكومية عن توقيع "اتفاقات" في مجالات التدريب، والتحوّل على صعيد الطاقة، والتعاون الاقتصادي، والشباب، والتعليم، وسيادة الدولة.
وتسعى باريس من خلال هذه الزيارة إلى إعطاء "زخم جديد" للعلاقات الفرنسية الجزائرية "وتطويرها مستقبلاً نحو مشاريع ملموسة".
وفي إشارة إلى قضية التأشيرات التي تعد ملفاً حساساً، قالت رئاسة الوزراء الفرنسية، الخميس إنّ "المحادثات لم تثمر بعد".
وفي نهاية آب/ أغسطس، مهّد الرئيسان الطريق أمام تليين نظام منح التأشيرات للجزائريين مقابل زيادة تعاون الجزائر في مكافحة الهجرة غير الشرعية.
وكانت باريس قد خفّضت بنسبة 50% عدد التأشيرات الممنوحة للجزائريين للضغط على الحكومة الجزائرية من أجل إعادة مواطنيهما المطرودين من فرنسا.

لا غاز

وفيم يتعلق بملف الغاز، كانت زيارة ماكرون الذي رافقته رئيسة شركة الطاقة الفرنسية (إنجي) كاثرين ماكجريجور، قد عزّزت الآمال بإمكان ضخ غاز جزائري إلى فرنسا مع انقطاع إمدادات الطاقة الروسية عن أوروبا.
لكن رئاسة الوزراء الفرنسية أشارت إلى أنّ هذا الملف "ليس على جدول أعمال الزيارة"، في حين تتواصل المحادثات بين (إنجي) ومجموعة (سوناطراك) الجزائرية، وفق مصدر قريب من الملف.
ولا ترافق بورن في الزيارة سوى مجموعة كبرى واحدة هي "سانوفي"، التي تعتزم تنفيذ مشروع لإقامة مصنع إنسولين، وأربع شركات صغيرة ومتوسطة هي (جنرال إنرجي) التي تعتزم بناء مصنع لإعادة تدوير نواة الزيتون وتحويلها، و"إنفينيت أوربيتس" التي تعتزم تنفيذ أول مشروع في الجزائر للأقمار الصناعية الصغيرة، و(نيو إيكو) التي تنشط في معالجة النفايات على غرار "الأسبست" (الأميانت)، و"أفريل" المتخصصة في معالجة الحبوب.
أما "بزنس فرانس"، الهيئة العامة المكلّفة بالاستثمارات الدولية، فيضم وفدها عشرات الشركات التي ستشارك في "منتدى الأعمال الفرنسي الجزائري" الذي يفتتحه، الاثنين، رئيسا وزراء البلدين.
وسيشكل ملف الشباب أحد محاور الزيارة، إذ تلتقي بورن، الاثنين، في المدرسة الثانوية الفرنسية، وفي السفارة ممثلين عن المجتمع المدني الجزائري.