قبل ثمانية عشر عاماً، قُتلت الصحافية الكويتية هدايه سلطان السالم بالرصاص في سيارتها. واليوم، استطاعت حملة كويتية أن تجمع "أكبر دية في تاريخ الخليج" لإطلاق سراح قاتلها - الضابط الكويتي السابق خالد نقا العازمي.
هكذا انقسم المغردون في الخليج حول القصة.
كانت الصحفية هدايه سلطان السالم وجها معروفا في الكويت، إذ برزت كرئيسة تحرير لمجلة أسبوعية "المجالس" وكناشطة حقوقية بارزة طالبت بضمان الحقوق السياسية الكاملة للمرأة الكويتية.
لكن في عام 2001، قتلت بالرصاص وهي في طريقها إلى العمل. وبعدها بفترة قليلة، أعلن مسؤولون حكوميون أن ضابطا اعترف بقتلها بسبب مقال "أهان" نساء من قبيلته.
هذا الرجل هو خالد نقا العازمي، أحد أفراد قبيلة العوازم الكويتية. واليوم، يتصدر اسمه مواقع التواصل في الخليج مرة أخرى بعد محاولة ناجحة لتحريره.
فخلال يومين فقط، أطلقت قبيلته حملة تبرعات لدفع ديَة الإعلامية وأكملت جمع المبلغ الكامل -10 ملايين دينار كويتي (أو ما يعادل 33 مليون دولار أمريكي) - وهو مبلغ وصف بأنه "أكبر دية في تاريخ الخليج".
تزامنت بداية حملة التبرعات مع ضجة كبيرة عبر مواقع التواصل من قبل أفراد العشيرة ومشجعيها الذين أطلقوا هاشتاغات عديدة منها #خالد_نقا و #عيال_عطا .
وبعد أن اكتمل مبلغ الدية، تدفقت التغريدات والصور عبر ذات الهاشتاغين، لتحتفل القبيلة بما حققته الحملة واعتبرت إطلاق سراحه "انتصارا" لهم.
ومنهم من برر ما ارتكبه خالد نقا العازمي واعتبر أن قتل الصحفية كان "مبررا" لكونها أهانت العشيرة، على حد تقديرهم.
أما آخرون، فعبروا عن فخرهم بالانتماء إلى عائلة العوازم وبما حققته من مساندة مادية وضجة إعلامية، ودعمها لأحد أفراد العائلة.
تعدّ عشيرة العوازم أبرز قبيلة في الكويت -فهي أكثر القبائل الكويتية تمثيلا في مجلس الأمة، وهي من أول من أستوطن دولة الكويت قبل الأسرة الحاكمة آل صباح.
ولا توجد أية إحصاءات دقيقة حول عدد أفراد القبيلة، لكن التقديرات تشير إلى أنهم يكونون نحو 15% من سكان الدولة.
ويشير الصحفي الكويتي سالم العجمي إلى أن وجود القبيلة يمتد إلى الدولة المجاورة - المملكة العربية السعودية. لذلك، يرجح أن الدعم من قسم العشيرة السعودي لعب دورا في إكمال مبلغ الدية في وقت قصير.
وقال: "عندما أطلقت القبيلة حملة التبرعات، حضر رئيسيا القبيلة في الكويت والسعودية. وكان وجود نظيره السعودي لفتة مهمة وأعتقد أنها لعبت دورًا كبيرًا في جمع التبرعات".
ويضيف سالم العجمي أن التبرعات لم تأت من قبيلة العوازم فقط، لكن مشاركات القبائل الكويتية الأخرى شكلت دعما بسيطا مقارنة بتبرع "العوازم".