عبر مفتي القاعدة السابق محفوظ ولد الوالد المكنى بأبي حفص الموريتاني عن رفضه للزيارة التي ينوي شيخ الأزهر القيام بها لموريتانيا.
وأضاف في تدوينة على حسابه في فيسبوك "لا مرحبا بشيخ الأزهر"، في موريتانيا، مردفا أن رصيده الشخصي، ومحصلة التجربة الحالية لبلاده في التعامل مع الحالة الإسلامية أمور لا تؤهله للنجاح في مهمة من قبيل نقاش سبل مواجهة ظاهر العنف والتطرف.
ووصف ولد الوالد شيخ الأزهر أحمد الطيب بأنه "ركن ركين في نظام حكم دشن علاقته مع الإسلاميين وأنصارهم بمجازر في الشوارع العامة، وتصفيات في البيوت الخاصة، وإعدامات في المحاكم وخارجها، واعتقالات طالت عشرات الآلاف من الرجال والنساء، والشيوخ، والشباب، وحتى الأطفال!! كل ذلك تم تحت ذريعة (مكافحة الإرهاب والتطرف)".
واعتبر أن "من اخطر الأمور في مجال التعاطي مع ظاهرة الغلو والعنف استيراد التجارب الفاشلة في الموضوع"، مشددا على أن "من أفشل تلك التجارب وأخطرها تجربتا فرنسا وأمريكا في الغرب، وتجربة مصر في الشرق"، مؤكدا أن "شيخ الأزهر هو الواجهة الدينية لتلك التجربة".
ورأى الشيخ محفوظ ولد الوالد أن "رجلا هذا رصيده، وهذه تجربة نظام الحكم الذي هو واجهته الشرعية غير جدير بتصدير تجربته لنا في موريتانيا"، واصفا "التجربة والمقاربة الموريتانية في التعاطي مع موضوع ظاهرة العنف، والغلو، والإسلام السياسي بصورة عامة تجربة هامة ومشجعة، على الرغم من بعض المآخذ، وهي وإن كانت تحتاج إلى تطوير، وتفعيل، فإنها لا تقارن بحال من الأحوال مع نظيراتها الأخرى".
وأضاف أن أهم محاور تلك التجربة هي "فتح أبواب الحوار الفكري بين الشباب، وأهل العلم الصادقين، داخل السجون وخارجها، ورفع سقف الحريات السياسية في البلاد، والتعقل الأمني في التعاطي مع الظاهرة إلى كبير".
وكان من نتائجها الإيجابية – يقول ولد الوالد – "تخلي أعداد مقدرة بينها عناصر مؤثرة من الشباب عما كان عندهم من أفكار الغلو، ورجوعهم إلى جادة الصواب، وخروج كثير منهم من السجن، وعودتهم للحياة الطبيعية"، و"الإبقاء على حالة السلم السياسي التي تحكم العلاقة بين الإسلاميين في المعارضة من جهة، والسلطات الحاكمة من جهة أخرى، على الرغم من الحدة السياسية التي تعتري هذه العلاقة بين الحين والآخر".
كما كان من بينها "توقف عمليات التفجير والقتل التي كانت تقوم بها بعض الجماعات الجهادية في البلاد قبل سنوات، وذهب ضحيتها عسكريون، ومدنيون، ومواطنون، وأجانب".
ورأى ولد الوالد أن هذه النتائج "تعتبر نجاحات كبيرة، ومكاسب مهمة يجب تعزيزها وحمايتها من قبل جميع الأطراف"، معتبرا أن "مما يستحق التثمين هنا الحكمة التي تعاطت بها كافة الأطراف مع الموضوع، وخاصة سلطات البلاد التي تعرضت لكثير من الضغوط والإغراءات من قبل دول وقوى إقليمية ودولية من اجل أن تحذو خذوها في الموضوع، فلم تستجب".
وختم ولد الوالد تدوينته بالقول: "خذوا حذركم"، كما نشر معها صورة لشيخ الأزهر أحمد الطيب مع بطريرك أثيوبيا متياس الأول
وهذا نص تدوينة الشيخ محفوظ ولد الوالد:
لا مرحبا بشيخ الأزهر!!
تحدثت بعض المصادر ووسائل الإعلام عن زيارة من المقرر أن يقوم بها شيخ الأزهر أحمد الطيب لموريتانيا بهدف بحث سبل مواجهة ظاهرة (العنف، والتطرف) مع بعض العلماء، والمسؤولين في موريتانيا.
وبين يدي هذه الزيارة، من المهم التأكيد على ما يلي:
أولا: أن رصيد الرجل الشخصي، ومحصلة التجربة الحالية لبلاده في التعامل مع الحالة الإسلامية أمور لا تؤهله للنجاح في مهمة من هذا القبيل في موريتانيا، فالرجل ركن ركين في نظام حكم دشن علاقته مع الإسلاميين وأنصارهم بمجازر في الشوارع العامة، وتصفيات في البيوت الخاصة، وإعدامات في المحاكم وخارجها، واعتقالات طالت عشرات الآلاف من الرجال والنساء، والشيوخ، والشباب، وحتى الأطفال!!
كل ذلك تم تحت ذريعة (مكافحة الإرهاب والتطرف).
ولكن بدلا من القضاء على (الإرهاب) بتلك الإجراءات، استفحلت الظاهرة، وقويت، فرجعت جماعات - كانت تركت حمل السلاح من قبل - إلى حمله من جديد، وخرجت جماعات جديدة لم تكن معروفة من قبل، وحملت السلاح، وانتشرت الفوضى، وعاد التفجير والتدمير إلى مصر، ففجرت المساجد، والكنائس، ورجعت الاغتيالات تحصد القيادات العسكرية والأمنية، وتورط الجيش في حرب حقيقية مع الجماعات المسلحة، بل مع قبائلها، وحاضنتها الشعبية،وليس ما يحصل في سيناء عنا ببعيد!!
رجل هذا رصيده، وهذه تجربة نظام الحكم الذي هو واجهته الشرعية غير جدير بتصدير تجربته لنا في موريتانيا.