حظي محمد حسنين هيكل - المولود في 1923 بالقاهرة - بشهرة كبيرة عندما كان يتولى رئاسة تحرير صحيفة الأهرام المصرية شبه الرسمية.
وخلال تلك الفترة الممتدة من 1957 حتى 1974 ذاعت سمعة الصحيفة بحيث أصبحت تعرف بنيويورك تايمز العالم العربي، بسبب مقالته الأسبوعية التحليلية (بصراحة) التي كان يكتبها وكانت تغطي أحيانا صفحة كاملة.
وأصبح هيكل في عام 1943 - بعد تخرجه في جامعة القاهرة - محررا في صحيفة "إجيبشيان غازيت" التي كانت تصدر بالإنجليزية. واختاره رئيس تحرير الصحيفة لكى يشارك فى تغطية بعض معارك الحرب العالمية الثانية فى مراحلها المتأخرة.
ثم التحق في العام التالي بمجلة "روزاليوسف" الأسبوعية، وعمل من عام 1953 وحتى عام 1956 في مجلة "آخر ساعة"، وفي عام 1957 انتقل إلى صحيفة "الأخبار" اليومية.
وأتاح العمل الصحفي لهيكل، عندما كان مراسلا متجولا، فيما بين 1946 و1950 السفر والتنقل وراء الأحداث من الشرق الأوسط إلى البلقان، وإفريقيا، والشرق الأقصى حتى كوريا.
وكان هيكل على مدى سنوات صديقا مقربا للرئيس المصري السابق جمال عبد الناصر. وعندما تولى عبد الناصر السلطة عين هيكل رئيس تحرير لصحيفة الأهرام.
وأدخل هيكل تحسينات كبيرة على أسلوب الصحيفة من حيث الدقة والموضوعية، مخففا من النغمة العاطفية المثيرة التي عرفت بها. وكان يصر على حسن الجودة في إنتاجها أيضا.
واستعان هيكل بشباب من المتخرجين الجامعيين، ودربهم للعمل في التحقيقات الصحفية، وأسس مركز الأهرام للدراسات الاستراتيجية.
وخلال توليه رئاسة تحرير الأهرام، شغل هيكل أيضا منصب رئيس مجلس الإدارة فيما بين 1959 و1974.
ونجح خلال عمله في تأسيس علاقات صحفية دولية جعلت الأهرام طرفاً فى أوضاع الإعلام العالمى وتوجهاته وفى العلاقات بين عواصم العالم المتعددة.
وخلال رحلته الطويلة في الصحافة نجح هيكل في توطيد علاقته ببعض الحكام والملوك والرؤساء، الذين كان من أبرزهم، الملك عبد الله أول من حكم الأردن، وأحمد بن بلة، أول رئيس للجزائر بعد استقلالها عام 1962، ومحمد رضا بهلوي آخر حكام إيران، وآية الله الخميني زعيم الثورة الإيرانية التي أنهت حكم الشاه عام 1979.
ربطت هيكل بأسرة جمال عبد الناصر صداقة طويلة
وحاور هيكل أغلب الرموز السياسية والثقافية والفكرية في القرن العشرين، ومنهم عالم الفيزياء ألبرت أينشتاين، والقائد البريطاني الفيلد مارشال برنارد مونتغمري، والزعيم الهندي جواهر لال نهرو، وصدرت هذه المحاورات في كتابه (زيارة جديدة للتاريخ).
وكان هيكل عضوا في اللجنة المركزية في الاتحاد الاشتراكي العربي من 1968 وحتى 1974، كما شغل منصب وزير الإرشاد القومي من أبريل/نيسان وحتى أكتوبر/تشرين الأول 1970.
وظل هيكل في رئاسة تحرير الأهرام بعد وفاة عبد الناصر في 1970 حتى عام 1974، ولكنه أزيح من المنصب بعد انتقاد الصحيفة الرئيس المصري السابق محمد أنور السادات، وأصبح بعد ذلك صحفيا حرا. وأدت كتاباته المنتقدة للسادات إلى اعتقاله ضمن عدد كبير من الصحفيين والسياسيين فيما عرف باعتقالات سبتمبر/أيلول 1981.
وقدم هيكل منذ عام 2007 عددا من المحاضرات في شؤون العالم في قناة الجزيرة القطرية، تحت عنوان "مع هيكل".
وألف عددا من الكتب بالعربية والإنجليزية، من بينها (عبد الناصر: وثائق القاهرة)، و(الطريق إلى رمضان)، و(خريف الغضب) الذي انتقد فيه السادات، و(حرب الثلاثين سنة) في عدة أجزاء.
وكان هيكل متزوجا من هدايت تيمور منذ 1955 وأنجبا ثلاثة أبناء هم علي، وهو طبيب، ورجلا الأعمال أحمد وحسن.