يعتبر رقص الميادين، رياضة منتشرة جداً في الصين، حيث يجتمع ممارسوها كل مساء على شكل مجموعات في أي ميدان أو حديقة أو شارع بمختلف المدن؛ رغبة منهم في الاستمتاع بالرقص، والتخلص من ضغوط الحياة عن طريق الموسيقى.
حلقات الرقص هذه تتم بوجود قائد يوجه ويعلم المجموعات التي تشكلها، والراقصون في الأعم الغالب، أشخاص من مختلف الأعمار، شباب ومسنين، وأطفال، يؤدون هذه الرقصات بعد خروجهم من العمل كل مساء.
الراقصون يستمتعون وهم يتمايلون على أنغام موسيقية تنبعث من أنظمة صوتية صغيرة لها مكبرات صوت، في ظاهرة تعتبر بمثابة فعالية طبيعية لا غضاضة فيها، تنظم في البلاد خلال المواسم الأربعة طيلة العام.
وقال عدد من سكان العاصمة الصينية بكين، إن سر الحياة الصحية الطويلة، يكمن في الحركة باستمرار، مشيرين إلى أنهم من خلال هذا الرقصات يتخلصون من الضغوط والتوتر، ويعطون لأنفسهم فرصة لعيش حياة صحية أيضاً.
الساحات والشوارع التي تؤدى فيها رقصات الميادين، تشبه في شكلها العام عند أداء تلك الرقصات، مدن وساحات المعارض بصخبها وكثرة روادها؛ وفيها يؤدي الراقصون رقصاتهم بشكل أشبه بالفنانين الشعبيين، غير عابئين بحرارة صيف أو برودة شتاء أو أمطار تهطل.
وفي العطلات الأسبوعية، يقدم الراقصون حفلات غنائية صغيرة، وعروض لكتلة عريضة من المشاهدين الذين تستهويهم هذا الرقصات، وكم هم كثر في كافة المدن، ولا سيما في العاصمة بكين.
في البداية يجد من يمارسون هذه الرقصات صعوبة في تحريك أقدامهم لملاحقة نغمات الأغاني التي تعزف محلية كانت أو أجنبية، لكنهم مع مرور الوقت يصبحون أكثر احترافية في الأداء، ليقدموا لوحات فنية رائعة من الرقصات الشعبية.
وتشير العديد من الدراسات، إلى أن أعداد عشاق الرقص من المشاركين في مثل هذه الفعاليات، تصل إلى ما يقرب من 100 مليون شخص.
والعام الماضي، حطّم أكثر من 50 ألف شخص قادمين من 14 مدينة صينية من بينها بكين وتنجين، رقماً قياسياً مسجلاً في موسوعة غينيس، بأدائهم رقصة جماعية في العاصمة.