انسكب مداد كثير منذ اللحظة التي دوى فيها انفجار مجلس الشيوخ الأخير واتجهت مختلف المواقف والبيانات الصادرة من داخل البلد وخارجه لتركز نقدها صوب شخص رئيس الجمهورية ولتحمله كامل المسؤولية عن ما جرى...
وقد تجاهل كثيرون ان ما حدث كان رسالة رفض لمخرجات الحوار السياسي الشامل الذي شاركت فيه أحزاب ائتلاف الاغبية والتي لايتسع المقال حاليا لذكرها حزبا حزبا -فلو عرضنا قائمة الأحزاب الكرتونية لما بقي في الصفحة متسع- بالإضافة إلى أحزاب معارضة من أبرزها حزبا التحالف الشعبي بقيادة تياري الناصرية والحر وهما تياران لا يشكك احد في تجذرهما النضالي والتاريخي بالإضافة إلى الوئام الوطني بقيادة السيد بيجل ولد هميد ومجموعته التي راكمت نضالات وطنية وتاريخية ليست محل جدل...
فلهؤلاء الأحزاب في الأغلبية والمعارضة المحاورة مجتمعة وعديد النقابات والمنظمات الاهلية جزء كبير من المسؤولية عن ما جرى وقد كان اجدر بهم التحرك سريعا وتحمل كامل المسؤولية عن ما حدث وتلافي الوضع حتى لا يقع العبء لوحده على شخص رئيس الجمهورية ومنظومته السياسية..
صحيح ان حزب الاتحاد من اجل الجمهورية الحاكم الممثل للمنظومة الرخوة للنظام و الذي حصر رئيسه الأستاذ سيدي محمد ولد محم النطق في شخصه أصيب بالبكم ولم نرى أي تصريح لرئيسه المعروف بالخطابة وزخرف القول والأمر ينطبق على الناطق الرسمي باسم الحكومة الذي لا يفوت فرصة دون الرد عليها حتى ولو كانت كلمة لصحفي مغمور في بوركنافاسو..
.وحدث عن الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية ولا حرج.. أما التلفزة الموريتانية فقد سارت على دين بعلها كما يقول المثل فقد أصيبت هي الأخرى بالبكم ولم تنبس ببنت شفة...
اما مدير الإذاعة الوطنية فقد حول هذه المؤسسة الإعلامية العتيدة ذات الشخصية الاعتبارية و القانونية إلى ما يشبه صفحة شاب مراهق على شبكة التواصل الاجتماعي افيسبوك يتقيأ فيها ما يشاء دون خوف من أي عقاب.. فرأيناه بدل التعقل والتبصر لمآلات المرحلة يصب جام غضبه على مجلس الشيوخ ويحرض الشارع على هذه المؤسسة الدستورية القائمة وكأنما يريد ان يوسع الهوة ويزرع حقول الألغام والموت للنظام وللوطن دون ان يدري او لا يدري...
لقد كان خليقا بمن يوهمون النظام بولاء زائف وانتماء كاذب ابتداع حلول فورية لرأب الصدع ومعالجة ما حدث بأخف الأضرار والتي من شانها ان تمنع الانزلاق وتوحد الشعب مع قيادته..
محفوظ الجيلاني