لقد أثبت أعضاء مجلس الشيوخ جدارتهم واستحقاقهم في مناصبهم.. فتخلوا عن مصالحهم الشخصية الضيقة، وفسخوا عباءة خوف الساسة على كراسيهم، وتجاهلوا مأدبات عزيز الفاخرة ووعوده، وما سيلحقهم من ضرر منه، وتهديدات ولد محم، وبروا قسمهم في الدفاع عن الوطن، وقالوا لا للعبث بالدستور.. لا للعبث بثوابت الوطن.. لا لتغيير النشيد والعلم. فاليوم منحنا أعضاء مجلس الشيوخ بعد أن منحوا أنفسهم الوسام الذي لا يستطيع أي أحد أن يمنحه لك.. وسام الحرية، وسام الدفاع عن الوطن، عندما قالوا لا في وجه استبداد ولد عبد العزيز ونظامه وبرلمانه بالأحادية والارتجالية والحرص على البقاء في الحكم من خلال تغيير الدستور. وكأن الشيوخ في لحظة تاريخية حاسمة -ستدون بحروف من ذهب، وستتحدث عنها الأجيال- تمثلوا بتصويتهم بـ"لا" قول الشاعر حسني الصبيحي: وطني اُحِبُكَ لا بديل *** أتريدُ من قولي دليل سيضلُ حُبك في دمي *** لا لن أحيد ولن أميل سيضلُ ذِكرُكَ في فمي *** ووصيتي في كل جيل حُبُ الوطن ليسَ إدعاء *** حُبُ الوطن عملٌ ثقيل دليلُ حُبي يا بلادي *** سيشهد به الزمنُ الطويل فأنا أُجاهِدُ صابراً *** لأحُققَ الهدفَ النبيل عمري سأعملُ مُخلِصا *** يُعطي ولن اُصبح بخيل وطني يا مأوى الطفوله *** علمتني الخلقُ الاصيل قسما بمن فطر السماء *** ألا اُفرِط في الجميل فأنا السلاحُ المُنفجِر *** في وجهِ حاقد أو عميل وأنا اللهيب المشتعل *** لِكُلِ ساقط أو دخيل سأكونُ سيفا قاطعا *** فأنا شجاعٌ لا ذليل عهدُ عليا يا وطن *** نذرٌ عليا يا جليل سأكون ناصح ُمؤتمن *** لكُلِ من عشِقَ الرحيل.
المدني ولد محمد