أنا مطلقة منذ سنتين ، وقد شعرت بحاجتي الجنسية بعد فترة من طلاقي، ولكن الآن ينتابني شعور غريب، حيث إنني في الصباح لا أشعر بأي شيء، ولكن في الليل أشعر برغبة ملحة للعلاقة الجنسية، حتى أحس أني أتغير وأصبح هادئة ورومانسية، علماً أني لا أمارس العادة السرية، ولم أقدم على هذا الشيء من قبل، ولكني ألجأ –للأسف- لمشاهدة أي فيديو جنسي، أو أحاول أن أحلم بأني أمارس الجنس ولكن أفشل.. فما هو الحل لهذه المشكلة، وكيف أبعد شعوري عن هذا الاحتياج؟..
أنا أشعر بالخوف من الله، وأحس أن هذا الشيء يبعدني عن الله، وللأسف عندما يتقدم لي خاطب أشعر أنني سأقبل به لاحتياجي فقط، وليس لخلُقه أو دينه.. أرشدوني ماذا افعل؟
الجواب بحسب د. سميحة محمود غريب فى موقع “اسلام توداى” :
ابنتي الحبيبة.. بداية أسأل الله العظيم أن يأجركِ في مصيبة الطلاق، ويخلف عليكِ ويبدلكِ من هو خير لكِ ويحفظ عليكِ دينكِ ودنياكِ، ويرزقكِ الهدى والتقى والعفاف والرضا، وأن يعوضكِ خيراً مما فقدتِ، وأكثري من هذا الدعاء الكريم: اللهم أجرني في مصيبتي واخلف لي خيراً منها، فإن الله –عز وجل- سيعوضك خيراً مما فقدتِ بمنه وكرمه.
لا شك أن الدنيا دار ابتلاء واختبار، ورغم أن الإنسان يكابد، إلا أن المؤمن فيها أمره كله خير كما أخبرنا الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام، فالمؤمن في كل أحواله على خير، إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، وإن أصابته ضراء صبر فكان خيراً له.
ولهذا- ابنتي الفاضلة – عليكِ بأن تعيدي حساباتك مع نفسك، لا لتجددي الأحزان، ولكن لتضعي يدكِ على الأخطاء التي حدثت، وتتعرفي على أسباب فشل زواجكِ حتى تتجنبي الوقوع فيها مرة أخرى، وتكون هذه المكاشفة جادة وصريحة، فإن حدث خطأ منكِ فاجتهدي بتجنب الخطأ، وإن كان الخطأ من الطرف الآخر، فما عليكِ إلا حسن الاختيار ومزيد من التكيف والتقبل حتى تبدئي حياة جديدة تكون سعيدة بإذن الله تعالى، واحذري من سوء الاختيار، أو من قبول أي خاطب لمجرد سد فراغ عاطفي واحتياج جسدي كما ذكرتِ (أشعر أنني سأقبل به لاحتياجي فقط وليس لخلُقه أو دينه)، بل يجب أن تكون نظرتكِ هذه المرة متأنية، وادرسي أحوال كل خاطب، ولا تقبلي إلا بما يكون كفأ لكِ، ولا تتجاهلي أبداً الدين والخلق ففقد أحدهما يحول الحياة إلى نكد وكآبة.
ابنتي الفاضلة.. الحاجة الجسدية كما ذكرتِ (شعرت بحاجتي الجنسية) أمر غريزي وفطري، وليس بمستقبح أو مستغرب، ولكن في عدم وجود الزوج الذي يشبع هذه الحاجة يكون مطلوبا منكِ عدم الاقتراب من الأسباب التي تقوي لديكِ هذا الإحساس وتشعرك بالافتقار إلى إشباع هذه الرغبة، وعلى رأس هذه الأسباب التي تؤجج هذا الشعور مشاهدة الأفلام الإباحية (لكني الجأ للأسف لمشاهدة أي فيديو جنسي)، فبدلا من أن تحرصي على طرد هذه الأفكار وعدم الاسترسال فيها، أجدكِ تحركينها وتشعلينها بهذه المشاهد التي لا يأتي من ورائها إلا الهم والغم والقلق والأرق وفتح باب للشيطان يزين لك المعاصي فيجرك خطوة خطوة حتى يبعدك عن طاعة الله (وأحس أن هذا الشيء يبعدني عن الله)، فاقطعي على الشيطان حبائله وخطواته واعتصمي بربك الذي يقول: “ومن يعتصم بالله فقد هدي إلى صراط مستقيم”.
لهذا أنصحك – ابنتي المؤمنة- بتلك النصائح، وأرجو منكِ عدم إهمالها لما فيها من الخير:
- استشعري مراقبة الله عليكِ في كل وقت وخاصة في خلواتكِ، فلو استشعرتِ أن الله العظيم يراكِ وأنتِ تشاهدين هذه المناظر العفنة والنتنة، لكففتِ عنها خشية من الله، وخوفا من أن تقبض روحك وأنتِ على هذا الحال، وتذكري حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “لأعلمن أقوما من أمتي يأتون يوم القيامة بحسنات أمثال جبال تهامة بيضاء فيجعلها الله هباء منثورا أما إنهم إخوانكم و من جلدتكم و يأخذون من الليل كما تأخذون ولكنهم قوم إذا خلوا بمحارم الله انتهكوها”... فإذا شعرتِ بهذه الخواطر فافزعي إلى الوضوء والصلاة وارفعي يديك متضرعة (رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري)، (يا حي يا قيوم برحمتك أستغيث أصلح لي شأني كله ولا تكلني إلى نفسي طرفة عين)، (رب إني مسني الضر وأنت أرحمن الراحمين)، (لا إله إلا أنت سبحانك إني كنت من الظالمين)، (اللهم ألهمني رشدي وأعذني من شر نفسي).
فاللجوء إلى الله تعالى والاستعانة به والتوكل عليه هو سبيلك وهو زادك، واحذري أن يراكِ ربك في موضع تستحي منه الملائكة الكرام البررة، وتذكري قول الله تعالى: “ومن يتق الله يجعل له مخرجًا ويرزقه من حيث لا يحتسب”.
- حافظي على أذكار الصباح والمساء و بخاصة الأذكار عند النوم؛ فهذه الأفكار تشتد هجماتها عند النوم (ولكن بالليل أشعر برغبة ملحة للعلاقة الجنسية) وكلما شعرت بهجمة هذه الأفكار عليكِ استعيذي بالله منها، ولا تدخلي غرفة نومك إلا عند الحاجة الشديدة للنوم.
- عليكِ بغض البصر قدر استطاعتك، فإذا كنتِ تشاهدين ذلك من خلال الإنترنت فأوقفي الاشتراك في هذه الخدمة فورا، و إن كنتِ تشاهدين ذلك من خلال الدش فتخلصي منه، أو شفري القنوات الجنسية.
- احرصي على شغل وقتكِ بالنفع، واجعلي أوقاتكِ عامرة بالأعمال الصالحة، وسيساعدك على هذا الرفقة الصالحة، فحاولي التعرف على صحبة صالحة تعينك على عمل الخير، تشد أزركِ وتسدي إليك بالنصح، وتنفقي وقتك في مرضاة الله تعالى معهن.
- اقبلي الزواج من صاحب الدين والخلق ولا تتنازلي عن هذا الشرط أبدا بحجة الحاجة للإشباع العاطفي أو الجسدي.