"" إلى متى يا مناضلين لحراطين "" ؟؟؟. إلى متى يا بنى جلدتى ؟؟؟. إلى متى يا رفاق ؟؟؟. هناك إشكالية نعيش معانيها في كل لحظة، بين الشيء وعكسه في آن واحد ، فيكاد لا يوجد أمر من أمور الدنيا إلا وفيه اختلاط بين متعاكسين وهم وحقيقة، وتمر علينا الأيام بل الأسابيع بل الأشهر والسنين نتصارع فيها ومعها بحثا عن الحق والعدل والمساواة والكرامة والوطن الذي يجمعنا رغم اختلافنا الفئوى والعرقي والشرائحى و حتى السياسي والإديولوجى ، نبحث عن الحرية ولقمة العيش المشترك، والحب والطمأنينة و السعادة وزرع ما بداخلنا من خلق وإبداع وفن وفكر لنحصد ثمرة نضالنا. تركنا خلفنا الكثير من الظلم والقهر والتهميش والإستعباد الذي لبس لباس دينيا قبل أن نتناثر بين القبائل ، حالمين بغذ أفضل و بالإندماج ومواكبة الركب من هنا جاءت فكرة التمرد والنضال . نعم ذلك النضال الذي تبلور 5 مارس 1978 مع 12 مناضلا في ما يعرف بحركة الحر، الحامل الأول لمشعل قضية لحراطين بشكل منسق ومعلن . وبعد مرور ما يناهز أربعة عقود من الزمن على عمر هذا النضال الذي نمى وكبر و تشعب ليصبح منه السياسي والحقوقي والنقابي زاعمين أن كل الطرق تؤدى حتما إلى روما. إن حركة الحر، التى تحولت بفعل فاعل إلى حزب سياسى اوحزبين على الأصح(الحر والمستقبل) بعد أن أعلن أحد أبرز قادتها حلها، وحزب العمل من أجل التغيير، وحزب التحالف الشعبى التقدمى، وحزب الوئام ، ومنظمة نجدة العبيد، وحركة إيرا، والنقابة العمالية و ميثاق الحقوق الثلاثة السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحراطين، والمنسقيات والمبادرات الشبابية التى تتالت في الآونة الأخيرة إلا ظاهرة صحية شريطة أن تكون القضية هي العامل المشترك الوحيد و الوحيد فقط ،ففي خدمتها يكون الإتفاق وفي غير ذلك يكون الخلاف وليس الإختلاف. كم مؤلم ما تشهده الساحة النضالية الحرطونية سواءا منها السياسية أو الحقوقية إختلاف يتمثل في التخوين والتجريح و التنكيل و تبادل الشتائم الذى وصل إلى أقصى الحدود بين أبناء الشريحة الواحدة المتهالكة والمحاصرة في مستنقع البؤس والحرمان ، انشغلوا في الصراعات والانقسامات التى لا تخدم قضيتهم الأم، وتتراكم المعاناة يوم بعد الآخر . إلى متى هذا التراشق والتلامز إلى متى؟ ولى مصلحة من ؟ أين القضية يا رفاق ؟؟؟؟
الايراوى محمد ولد محفوظ