لقد دعى القرآن الأمة الإسلامية إلى الوحدة والتعاضد، وأن قوة الأمة في الوحدة قال تعالى :<وإعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا > وقال تعالى <ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ماجاءهم الينات و أولئك لهم عذاب عظيم > وقال تعالى ولاتنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم > وقال الرسول صلى الله عليه وسلم ماضل قوم بعد هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل رواه بن ماجه.
لكن الوحدة بين المسلمين اليوم مفقودة بسب السياسة والفتنة المذهبية، مع أن ما يجمع الامة يصل الى ما يقارب تسعين بالمائة، ومشتركاتها أكثر، لكن الفتنة المذهبية هي التي دمرت الأمة رغم العوامل الخارجية.
فالفتنة أسبابها هي:
1- الفتاوى التكفيرية السياسية التي تصدر من بعض العلماء المواليين للسلاطين، خاصة المرتبطين بالسلطة.
2- الإفتراءات على الخصوم، والكذب والتلفيق عليهم
3- عدم فهم حجة الآخر
4- الظلم في كتب العقائد، على سبيل المثال، كما يروى في كتب الحنابلة، الرافضة أكفر من اليهود والنصارى
5- سكوت بعض العلماء عن الإنكار على بعض المتشددين والظالمين والقتلة والسفاكين للدماء وإنشغالهم بذم الآخر
6- الغلو في المشاييخ، على سبيل المثال الوهابية يغالون في محمدبن عبد الوهاب وابن تيمية وبن باز والألباني وابن القيم، وينكرون على الصوفية محبة الصالحين والأولياء، وينكرون على الشيعة محبة أهل البيت، محاولين إتهام الآخر بأنهم يعبدون الأشخاص
7- ومن أسباب الفتنة المذهبية جعل الدين في خدمة الأهداف السياسية للزعماء، بدل المفترض أن تكون السياسة خدمة للدين
8- إستغلال المنابر والجامعات الثقافية لتمرير الفتنة المذهبية، مثل طباعة بعض الكتب للطلاب لتكفير مذهب معين
9- دعم بعض الجماعات الإرهابية من قبل أنظمة سياسية لتفجير المقامات الدينية والمقدسات لدى بعض المذاهب لتوتير الأجواء والمزيد من الإحتقان
10- قتل العلماء من كل طرف، وتبادل الإتهامات في الجرائم
11- عدم الإدراك الحقيقي لمعاني المطلحات لمذهب معين، ولذلك نجد البعض يحتج على الآخر بمصطلحات لم يتمكن من فهمها
12- تشريع الكراهية بين المسلمين، وتصنيف المسلم على أساس مذهبي، فالمسلم لاينظر إلى المسلم على أنه مسلم ينظر إليه على أساس مذهبي والإبتعاد من الإسم الجامع وهو كلمة مسلم بدل شيعي أوسني ومن ذلك ماروي في كتاب السنة للبلهاري من أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة مائة درجة، ومن قول آخر آكل مع يهودي أو نصراني ولا آكل مع مبتدع
13- زهد البعض من التحاكم إلى القرآن مع المبالغة في أخذ آراء الرجال وأقوالهم
14- سعي الإستعمار الغربي وعلى رأسه آمريكامن خلال مجالات مختلفة سياسية وإعلامية وثقافية من أجل تأجيج الفتنة المذهبية والطائفية والعمل على تفريق الأمة ليسهل إحتلال أراضي المسلمين ليكرس المستعمر وجوده
15- وهو الأخير جعل الصراع الفلسطيني صراع بين العرب وإسرائيل وليس صراع بين الأمة الإسلامية مع إسرائيل، وتارة صراع فلسطيني إسرائيلي، ومن هنا تخرخ إيران وباكستان وإندنوسيا وباقي الدول الإسلامية وهي 34 دولة إسلامية غير عربية، كأن الصراع لايعنيها فلعبت القومية العربية دورها في تفريق الأمة الإسلامية واللون يلعب دوره في التفريق والمذهبية والطائفية.
إنالله وإنا إليه راجعون
الامام محمد فال ولد محمد ارشيد
خطيب جامع الصديق يخاطب ولد لمرابط: التشيع اكثر سلمية من سنيتكم التكفيرية