منذ نعومة أظافري أحاول أن أملك حنكة الحقوقيين ودبلوماسية السياسيين لكن لم ولن ولا أظن أي أحد يستطيع أمام فاجعة إسمها العبودية وأخرى تدعى العنصرية وويلات الإقصاء والغبن والتهميش والتفقير والتجهيل . إنني ترعرت في وطن الظلم ديدنه والعبودية مجده والعنصرية دائه , والغبن والدونية والإزدراء ميزات شرفه إني ورفاقي سجناء القضية في مبادرة إنبعاث الحركة الإنعتاقية إيرا سجنا دفاعا عن مبادئنا وقناعتنا ورفضنا المستميت للظلم والغبن والإقصاء والعبودية والعنصرية للشعب الموريتانا عامة وشعب لحراطين العظيم خاصة , سجنا بسسب تمسكنا وقناعتنا بحتمية النصر كما هي قناعتنا بضرورة التضحية و دفع فاتورة ثمن مبادئنا ونضالنا ,سجنا بسبب توجهاتنا السياسية وأفكارنا الإيديولوجية ومواقفنا الحقوقية الرامية إلي العدل والإنصاف والمساواة والكرامة والدولة المدنية دولة تقول للمحسن أحسنت وللمسيئ أسأت المخالفة لأفكار و مواقف المنظومة الإقطاعية الفئوية الرجعية النفعية التي أختطفت موريتانيا الحبيبة موريتانيا مورتانيا الخضراء الصفراء . نحن إذن سجناء مبادء وسجناء رأي وسجنا سياسة وسجناء حقوق , زجت بنا المنظومة الإقطاعية الفئوية الرجعية في السجون لهذه الأسباب وفعلت ذلك بأداتها وذراعها ( النيابة العامة ) التي تبطش بها وتروض بها كل من خالفها أو رفض الإنصياع لها أو عبر عن آلامه وأناته هي نفس الأداة التي تعطلت والذراع التي شلت امام الجمريمة النكراء المكتملة الأركان وهي إطلاق الرصاص في وسط العاصمة من مسدسس إبن جنرال ذو الأيامات بدر على المسكينة رجاء , كما غابت أو غيبت أمام جريمة التلبس حين ضبط إبن الجنرال السكير بارون المخدرات المختار مسغارو متلبسا في سيارة رباعية الدفع ملك للمنظومة المغتصبة وهي مليئة بأنواع الخمور والمخدرات كسابقتها . هذه الأداة تسارعت والذراع نشطت إتجاه سجناء التعبير رفيقي الشيخ باي وزملائه حينما عبروا تعبيرا مدنيا راقيا لا يفهمه إلا التقدميين والتنويريين . كما أن المنظومة تملك يدا ( قضاة الحكم ) تطول وتقصر كيف ومتى شاءت فجارت علي ورفاقي وزملاء حامد وجمال لأننا أسود غير قابلة للترويض ,وقصرت إتجاه مختلسي المال العام وتجار المخدرات وكل من قبل الإذلال والإهانة وخاف السجن والتجويع . إننا في مبادرة إنبعاث الحركة الإنعتاقية فتية ءامنت بالله الواحد الأحد وتوكلت عليه جمعها فكر تحرري إنعتاقي جامع منقذ , عيبنا الوحيد أننا نشد الحرية في بلد الإستعباد ونطالب بالعدالة في دولة الظلم ونتمسك بالكرامة في عهد الإهانة ونقول الحقيقة في زمن الأكاذيب . تعرضنا لجميع أنواع الإقصاء والغبن والعنصرية والدونية والإزدراء مع ذلك لم تصدرعنا ردة فعل مضادة أو مماثلة بل زادتنا إصرارا على سلميتنا و تمسكا بحتمية التغيير وتجاوز العقليات البائدة والمسلمات الجاهزة . أنا شخصيا وأعوذ بالله من الأنا تعرضت للظلم منذ طفولتي حتى اليوم تعرضت للإقصاء المفضوح والعنصرية المقيتة والغبن الظاهر وللتفقير والتجعيل الجليين فلم يصدر عني أي عمل أو قول متهور فكيف ارمى بالعنصرية والفئوية , . وأنا الذي خدمت الجمهورية الإسلامية الموريتانية عشرة سنوات ومن بابها المفقود المطلوب ألا وهو العدالة فأني أتحدى أي كان من خارج القطاع أو داخله أن يتهمني أو يشكك في كفائتي أوإستقامتي أونزاهتي أوشرفي أوإنسانيتي ,أما ذهبت إليه بعض المواقع الصفراء مواقع الإفك والمخابرات بقذفي بتزوير المحاضر كان من الأجدرأن يرد عليهم أحد من القطاع ردا للجميل , قبل أن أن ترد عليهم النيابة العامة أداة النظام لإتهامها لي الهش والغير مؤسس والذي جاء مغايرا لما ذهب إليه الأفاكون , لكن أقول لأصحاب تلك المواقع أنهم سيرون الرد و الفعل المناسبين . كما أقول لأصحاب ضمائر الحية والقضايا العادلة كل بإسمه وإنتمائه أن محكوميتي لا توجود إلا على الورق وفي أذهان المنظومة الرجعية المستبدة , تمت إدانتي بإدارة وتسيير منظمة غير مرخصة وكأني أعلنت إنضمامي لحركة إيرا الممنوعة من الترخيص لأسباب عنصرية وهواجس حقوقية لا ينكرها إلا مكابر يوم إعتقالي , وأنا الذي سبق وأن تعاملت مع وزير العدل في مكتبه بصفتي قيادي في حركة إيرا وكذلك المدعي العام لدى المحكمة العليا ووكلاء الجمهورية بولايات أنواكشوط الثلاثة بصفتي قيادي في حركة إيرا وأنا كاتب الضبط المعروف الداتي , اليوم وأنا أحتفل بعيد الأضحى خلف القضبان وتحت حراسة السجان أطمئن الجميع ومن داخل زنزانتي الحقيرة السيئة أني لست سجينا بل هم السجناء سجناء الضمير والقيم , كما أؤكد أني ورفاقي ليست لدينا أحلاما نسعى لتحقيقها ولا ملذات نريد إشباعها سوى موريتانيا حرة موريتانيا عادلة موريتانيا الكرامة موريتانيا الحقيقة وأننا سنخرج من السجن قريبا وسندخله ثانية في إنتظار الإعدام , لأن مبادئنا وقناعاتنا تفرض علينا ثنائية النصر أو الموت .
الصغير الكبير سجين القضية محمد ولد الداتي