
تعيش مدينة اركيز هذه الأيام على وقع حدث تأباه القيم و يعافه العقل و يهدد فعلا السلم الأهلي ... شاب من العبيد السابقين عمره 28 سنة يضرب حتى أخر رمق من حياته من طرف 6 فتية تأديبا له على تحديه لأحد أفراد من طبقة الأسياد و السلطة تتعامل مع الملف ببرودة
الشاب هو الشيخ ولد ابراهيم ولد أوريزك باع كبشا للعمدة محمد ولد أحمدواه بمبلغ زهيد و جاء عدة مرات مطالبا بمستحقاته عند مسير مخبزة لأسرة العمدة (أهل احمدواه) . لكن المسير المذكور (عبد الله ولد ابي ) تعمد مماطلته و التعامل معه باستخفاف أزعج الشاب الميسور الحال . وقعت مشادات كلامية بين الإثنين حين نفد صبر المستحِق..في اليوم الموالي اجتمع عدد من أبناء الرجل و إخوته و قرروا تأديب الشاب كما يُفعل عادة بالعبيد في هذه الربوع . و ضربوه ضربا مبرحا حمل على إثره إلى المستشفى بروصو متألما بجراح نازفة بالرأس و البطرن
و الغريب في الأمر أن هذا النوع من التعامل مع العبيد عملة رائجة في اركيز و خاصة في قرية انكرمدي و القرى المجاورة حيث مازال ضرب العبيد و التنكيل بهم سائد حتى اليوم و أن من يمارس هذا النوع من التصرف هم عادة المسؤولون السامون في الدولة أو من يقفون خلفهم:
لا يعرف سكان انكرمدي حتى الآن أن ثمة دولة رغم أن الدولة هي التي تقف خلف أسرة أهل احمدواه و تمدهم بالمال و الوظائف السامية إلا أنهم مازالوا يتعاملون مع العبيد بمنطق الجاهلية من ضرب و ازدراء و غير ذلك رغم الرصيد النضالي الذي يعرف لعبد الله السالم ولد احمدواه و رغم حصول ابنه محمد على منصبين في الدولة : منصب انتخابي ( عمدة اركيز) و منصب سياسي ( أمين عام وزارة المياه و الصرف الصحي على حساب بقية سكان اركيز.
في نفس القرية قبل سنة من الآن قام السيد احميد ولد عبد الله السالم ولد أحمدوواه بصفع أمته على الوجه حين شتمها ابنه و أساء إليها بعبارات نابية فردت عليه بالمثل ولم يكن الأمر غريب في القرية
من مشاكل اركيز الكثيرة و المهددة للسلم الأهلي كذلك : أمة أخرى في اركيز تطالب زوجها بنفقة عياله فيرض و يحكم لها القضاء بالنفقة و يأمر الوكيل بتنفيذ الحكم فتتدخل جهات نافذة في القبيلة و تمنع تنفيذ الحكم القضائي . و الرجل يتذرع بمنع النفقة على عياله بأن الأمة لا تجب نفقتها إلا على سيدها (فقه النخاسة)
يوم الفطر الماضي جاءت غنم لمخزن لأحد كبار أثرياء اركيز السيد الحسن ولد الشيخ ( شقيق وزير الثقافة الحالي ) و يوجد في المخزن بعض الأعلام و الأسمدة . فأكلت الغنم مما في المخزن و جواره و قد مات عدد كبير من تلك الغنم بفعل السموم. وفي نفس الوقت حضر الطبيب البيطري لمعاينة الحادث و عاينه الدرك أيضا و صدر أمر من السلطة بضرورة بناء حائط حول المخزن يحفظ الغنم و الأطفال من الإقتراب منه، لكن الرجل الثري رفض تنفيذ ذلك الأمر و بقيت السلطات عاجزة عن إقناعه بضرورة تأمين حياة الناس و أغنامهم من السم المتناثر حول المخزن
تعيش بلدية اركيز على عقلية جاهلية بغيضة لا احترام فيها لأي إنسان و..البلدية تحاصرها الأساخ وخدماتها منعدمة و قد وزعت فيها الكرباء بطرق غير عادلة بين السكان يلعب فيها اللون و الأصول أكبر دور.
فعلى الرغم من التوجه المعلن للدولة في محاربة الرق و آثاره و على الرغم من أن مسؤولي الدولة أولى بتنفيذ تلك الإرادة فإن مسؤولي اركيز و أثريائه المستفيدين من الدولة يعملون عكس ذلك التوجه و يعملون فعلا على تمزيق وحدة الشعب و لحمته خاصة على مستوى انكرمدي و القرى المجاورة لها
كل هذه التصرفات تؤدي إلى نشر الكراهية بين لحراطين والبيظان لأنه لا يمكن أن تكون الدولة في الطرف الظالم دائما و مسؤوليها هم الذين ينفذون هذه العداوات وهذا التأجيج .فهذا لا محالة مسمار في نعش الوحدة الوطنية إذ كيف تكون جهة طاغية بقوة الدولة ووظائفها و مسؤولياتها و امتيازاتها و الطرف الآخر يفهم من حين لآخر أن الدولة ليست لصالحه ...
أجمدو ولد بلال ولد المان
ناشط في حزب الإتحاد من أجل الجمهورية في اركيز









(3).jpg)
.jpg)
.png)
.png)
.png)
.png)
.png)