لي ذكريات كثيرة مع جل المناضلين اليوم في الحقل الحقوقي، وكثيرا ما اخترت ان اركز على المشتركات بيننا، مع انه في احايين كثيرة تكون وجهات نظرنا على طرفي نقيض من امور شتى، لكن الاحترام وتقدير الموقف كانا الفيصل بيننا.
قد يكون هذا المدخل من باب "اخروجو"، لكن فاجأني عندما كنت استعيد ذكرياتي الليلة من بعض المحطات النضالية الفريدة التي جمعتني مع من فضلت دوما بمناداته بالمرشد في رحلتنا العتيقة التي كان لها ما بعدها، واعني بذلك احمد ولد حمدي، الرجل الذي تشاركت معه الكثير والكثير، وقد لا يعادله سوى علاقته بالزعيم بيرام ولد الداه.
طوال صحبتي لهذا الرجل الذي تنقسم الاراء حوله داخل حركته وخارجها، لم اجد منه ما يسيئ يوما، وفي تلك المواقف يصعب ان يبقي احدنا على حاله.
اليوم تسعي السلطات الموريتانية الى تقديمه للمحاكمة للمرة الثانية في ملف مفبرك امام قضاء مشوش وتابع، صحبة مجموعة من رفاقه يجهلون لماذا هم في قفص الاتهام، في حين يوجد المذنب خارجه.
ليس عندي ما اقوله لك ايها "المرشد"، سوى ان تتذكر ان الحرية فطرة فطر الله علييها خلقه، لكن تأكد ان قضيتك ليست الخروج من السجن، ولكن هي ما سجنت من اجله.
وتذكر ايضا ان للظالمين مصيرهم المحتوم، كما ان للناصحين موعدهم.
تقبل تقديري واحترامي، فما زالت قافلة الحرية تسير، والطفلين "سعيد" و"يرك" ما عادوا رعاة يسيرون خلف قطعان "الإبل"، ولم يعودوا مجبرين علي التجوال في الفيافي بحثا عن الكلأ.. إنهم يدرسون، ويلعبون مع أقرانهم ويمرحون...
اما الخادم "منت أساتيم" فقد تخلصت من أسيادها الجبارين.. الذين تبادلوا علي اغتصابها في ريعان شبابها.. وضربها في ربيع عمرها، وحرمانها من كل شيء.. حتى الصلاة لم تكن تؤديها..
وتذكر ايضا ان امباركه لم تعد مزرعة يغرس فيها سدها وأهله شهواتهم الجنسية التي أثمرت عيشة، البيكه، المختار.
الى ان نلتقي
نقلا عن صفحة المهدي ولد لمرابط على الموقع الاجتماعي فيسبوك