بعد ساعات من الوقفة التاريخية لصاحب الفخامة و صانع مجد الأمة وقائد الشعب نحو الازدهار و التقدم الأخ الرئيس محمد ولد عبد العزيز أمام سكان ولاية الحوض الشرقي مدينة النعمة المرتمية في أحضان الشرق الموريتاني و المنسية من طرف كل الأحكام التي تعاقبت علي البلد، حيث تجرد من كل لبروتوكولات المعهودة و خاطب الشعب من أعماق قلبه مقدما أرقاما وبيانات و حقائق تثبت أن موريتانيا تسير بخطوات ثابتة نحو التقدم و الازدهار، توالت علينا خطابات المعارضة و مسيرات المعارضة ووقفات المعارضة ومؤتمرات المعارضة لتحرض الشارع و تقليب الحقائق و التلاعب علي عقول الضعفاء من خلال التحريف الممنهج لخطاب الرئيس ووضعه ضمن غالب مغلوط الغرض منه وضع موريتانيا و نظامها في ورطة بعد أن أثبت الرئيس مضيه قدما في محاربة الفساد و المفسدين و إعلان حربا لا هوادة فيها علي من يريدون العودة بموريتانيا إلي الوراء، لقد تحدث الرئيس بإسهاب عن مجلس الشيوخ وقال و بوضوح جدا أن التجربة الماضية أثبتت أن هذا المجلس عائق في وجه الترسانة التشريعية و أن الدولة يكلفها الكثير، و أن الدولة تعمل جاهدة من أجل إشراك المواطنين في تسيير شأنهم ولن يتحقق هذا دون فتح أفاق للتنمية الواعدة تسمح بإجراء عملية تشاركية يشارك من خلالها المواطنون في تسيير الشأن العام من خلال مجالس محلية تنموية ذات طابع تشاوري و استشاري، الرئيس كان صادقا عندما تحدث عن عشوائية النسل و تعدد الزواج و غياب إطار اجتماعي يسمح بإيواء هؤلاء الأطفال الأبرياء و انتشالهم من غياهب الجريمة و الفقر و المرض، الرئيس دعي خلال خطابه لحوار دون شروط مسبقة من أجل فتح أفق سياسي يعطي للمواطن الموريتاني الحق فمن سوف يمثلونه ويدافعون عن مصالحه، المعارضة المتعارضة و الفاشلة في تحديد موقفها من الوضع العام ما أن عاد الرئيس للعاصمة حتى بدأت أبواق مدسوسة و عصابات تحركها أيادي خفية لا تريد الخير للبلاد و العباد، وقد طالبت أحزاب سياسية و حركات حقوقية و شخصيات محسوبة علي المعارضة بالاعتذار عن خطابه و تقديم حجج وبراهين تثبت غلطه، في الجانب المقابل أوفد حزب الاتحاد من الجمهورية الحاكم لجان مشتركة من مثقفين و سياسيين و حتى أعضاء في الحكومة من أجل شرح مضامين الخطاب و تبيين الحقيقة للمواطن المسكين التائه بين أغلبية تسعي لرفاهيته و استقراره و معارضة ترغب في زعزعت أمنه و استقراره، إن المتابع للإعلام و العائم في بحور وسائط التواصل الاجتماعي من فيسبوك و تويتر وحتى مواقع إخبارية و إذاعات و تلفزيونات يدرك بجلاء قوة الهجمة الشرسة التي تعرض لها خطاب الرئيس من طرف أفلام مدسوسة و شبكات محكمة التنظيم، لكن في الجانب الآخر لهذه الصورة نجد شعوبا عربية و أخري إفريقية قد أمخرتها الحروب و شردتها الأزمات و أزعجتها أصوات القنابل و ما الشعب السوري عنا ببعيد حيث نلاحظ من خلال ملتقيات الطرق و الشوارع الرئيسية الأعداد الهائلة للسوريين الذين شردتهم الحرب ورمتهم في أحضان المجهول بعد أن كانت سوريا قبلة يحج إليها الملايين، فبعد أن فشلت معارضتنا في شعار الرحيل و فشلت في تسويق الربيع العربي هاهي اليوم تسوق لحرب أهلية بين مكونات نسيج اجتماعي تعايش منذ القدم علي هذه الأرض و شارك كل من موقعه وحسب مستواه في تشكيل هذه اللوحة التي تجمعنا اليوم، إن المشككين في حجم الإنجازات وقوة الرجل علي قهر التحديات عليهم زيارة المستشفيات و المؤسسات العمومية و الطرق و النظر في أعمدة الكهرباء التي تتعانق في فضاء فسيح علي كبريات الطرق و الشوارع الرسمية، من يشكك عليه زيارة أهالي الضفة و الشرب من ماء آفطوط الساحلي و إجراء رحلة سياحية في أحياء الترحيل حيث كان حلما بعيد المنال لدي ساكنة الكزرة و الكبة من يشكك عليه أن يعود لميزانية الدولة المنهوبة من طرف من يصطفون اليوم في الصفوف الأمامية لمسيرات المعارضة حيث صرفوها في الأمس الغريب في حفلات الزفاف و تسجيل الأشرطة و إقامة الليالي الحمراء، من يشكك عليه التوجه نحو صناديق الاقتراع ليدرك أن الموريتانيون هم من سوف يعدلون الدستور علي مقاصهم الخاص و حسب ما تمليه المرحلة و في ذلك فالتنافس المتنافسون.
نلتقي ...............
بقلم : أندري ولد المختار/ كاتب و ناشط سياسي