تطورت العبودية و تنوعت أشكالها , فعاشها الإنسان مآس فظيعة و بشعة .
و في بلادنا جميع أنواعها و أشكالها ففينا عبودية الفراعنة و الرومان و الإغريق و الهند قبل العصور الوسطي و الصين قبل بوذا و العبودية العربية المتوحشة في زمن أمرؤ القيس و المهلهل و سيف بين ذي يزن , وفينا عبودية الكياسرة و القياصرة و فينا عبودية القرون الوسطي و القنانة و العبودية الرأسمالية و الإمبريالية و العبودية الإقتصادية و السياسية و فينا العبودية العقارية .
كل تلك العبوديات تتعايش جنبا إلي جنب في مجتمعنا الإستعبادي بالفطرة حيث يحرص الإستعباديون فيه علي أن يسابقوا كل شعوب العالم عبر تاريخها علي تطبيق عبوديتها بكل حرفية و بشاعة علي شعب لحراطين الصبور .
و المعلوم هو أن لكل إستعباديين أعوانهم من فئة المعبدين يستخدمون لترويض و إخضاع العبيد الثائرين الرافضين للعبودية و الساعين إلي الحرية ففي تاريخنا القريب كان ملاك العبيد يستخدمون أقوياء العبيد و الأكثر بلاهة و غباءا لتطويع و إخضاء الثائرين و يطلق الزعيم بيرام علي هؤلاء المطوعين كبراء الخدم , حينها كان رافضوا العبودية و طالبوا الحرية من ذوي القوة العضلية و المتانة الجسدية .
أما اليوم فقد أصبح رافضي العبودية و طالبي الحرية مثقفون ذوي مستويات علمية و ثقافة عالية بيرام مثلا .
ما جعل ملاك العبيد يختارون أعوانهم من العبيد الأكثر ثقافة و الأكبر شهادة و الأقل مروءة و الأكثر فصاحة و الأكذب حديثا و الأقل أمانة لا يتورعون عن كذب و لا يخافون الله , ليست لهم نفس لوامة تسيطر عليهم الغريزة و توجههم الشهوة و الهدف عندهم واحد الحصول علي أليفات يملؤون بها بطونهم و يشبعون بها غرائزهم .
فلا شبعت بطون الخونة .
عيسي عالين