لا تزال معضلة الأسرى الذين احتجزتهم حركة حماس يوم السابع من أكتوبر الماضي عقدة العقد، خصوصاً بعدما أعلن الجيش الإسرائيلي، صباح الثلاثاء، العثور في قطاع غزة على جثث 6 من الأسرى خلال عملية نفذها بالاشتراك مع الاستخبارات الداخلية.
الأسرى عقدة العقد
فالحكومة الإسرائيلية التي تقدّر أن 251 أسيراً تم احتجازهم في الهجوم، تصر على إعادة الأسرى على طريقتها حتى بعد إعلان الجيش أن العمل العسكري لن ينفع وحده.
ومنذ السابع من أكتوبر، تم إطلاق سراح 116 أسيراً محتجزين في قطاع غزة، بعد اتفاق هدنة لمدة أسبوع في نوفمبر الماضي أدى إلى الإفراج عن 81 أسيراً من النساء والأطفال المحتجزين لدى حماس، مقابل سجناء من النساء والمراهقين الفلسطينيين بالسجون الإسرائيلية، وفقا لصحيفة "واشنطن بوست" الأميركية.
أما خارج إطار صفقة، فتم إطلاق سراح 24 مواطنا أجنبيا، لا يحملون الجنسية الإسرائيلية، كما تم إطلاق سراح أو إنقاذ 11 أسيراً بينهم أميركيان.
وقالت إسرائيل، إنها استعادت جثث 30 رهينة من قطاع غزة خلال الأشهر الماضية، وهو ما يعني ووفقا لأحدث الأرقام، أن هناك 71 أسيراً ما زالوا على قيد الحياة في قطاع غزة، فيما تشير أنباء إلى مقتل 64 أسيرا على الأقل.
رغم ذلك، لم يتضح بعد عدد الأسرى الذين لقوا حتفهم في الاحتجاز، وأعمار وأجناس وجنسيات من بقي في غزة.
أما الإعلام الإسرائيلي، فأفاد بأن 109 أسرى لا يزالوا متواجدين حاليا لدى حركة حماس في غزة، وفقاً لصحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية.
وأضاف أن 73 منهم على قيد الحياة، بينما ترجح مصادر أجنبية أن عدد الأحياء أقل، لكن لا يقل عن 50 أسيراً، وفقاً للصحيفة الإسرائيلية.
يأتي هذا بينما حذر وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن من أن "الوقت داهم"، وذلك في ختام جولة شرق أوسطية هي التاسعة له في منطقة الشرق الأوسط، سعى خلالها إلى إقناع كل من إسرائيل وحركة حماس بالموافقة على "خطة تسوية" طرحتها واشنطن لوقف النار في قطاع غزة.
وفي تصريح أدلى به على مدرج مطار الدوحة قبيل مغادرته، مساء أمس الثلاثاء، عائدا إلى واشنطن، جدّد بلينكن دعوته حماس للموافقة على "خطة التسوية" الجديدة التي طرحتها بلاده لوقف إطلاق النار في غزة والتي أعلن سابقا أن إسرائيل وافقت عليها.
فيما اعتبر مسؤولون أميركيون أن الاقتراح الذي قدمه الوسطاء يعالج الفجوات بطريقة تسمح بتنفيذ الاتفاق سريعاً.
مخاوف من انهيار المفاوضات
إلا أن تصريحات وتعليقات الجانب الإسرائيلي، لاسيما رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وحماس لم تكن مبشرة.
ما يشي بأن الاتفاق الرامي إلى إنهاء القتال في القطاع الفلسطيني المدمر على وشك الانهيار، فيما لا يوجد اتفاق بديل واضح يمكن طرحه في الوقت الحالي، حسب ما أوضح مسؤولون أميركيون وإسرائيليون.
أما حماس، فرأت أن مقترح الصفقة الذي عُرض عليها مؤخرا يشكّل انقلابا على ما وصلت إليه الأطراف في يوليو/تموز الماضي.
يذكر أن الجيش الإسرائيلي كان أعلن في تغريدة عبر X أمس الثلاثاء، أنه استعاد جثث 5 أسرى سبق أن أعلن مقتلهم خلال الأشهر الماضية، وهم إليكس دانسيغ، وشاييم بيري، وياغيف بوشتاب، ويورام ميتسغر، ونداف بوبلويل، إضافة إلى جثة أبراهام موندر الذي أعلن كيبوتس نير عوز، الثلاثاء الماضي، وفاته.
رغم ذلك، رأى الجيش أن إعادة كل الأسرى المحتجزين في غزة بعمليات عسكرية أمر غير ممكن.