كثر الغلط وتعالت الأصوات حين انبثقت حركة ايرا التي ولدت من رحم الظلم, وكما يقال ومن الظلم تولد الحريات ,والظلم ظلمات يوم القيامة. وكانت ايرا شوكة في حل حماة الظلم المستعبدين ناصرة للحق رافضة للظلم اللذي كاد يسود البلد فشاع عنها ماشاع لكن فشلت تلك الإشاعات وازدادت القناعات في ظل المضايقات وتأجيج المخابرات و بقيت ايرا صامدة لأنها على حق. اندفعت الحركة اندفاعا قويا وشخصت الظلم المنتشر كالعبودية والتجهيل والتفقير والإقصاء والحرمان والعنصرية فآمن من كان له قلب سليم وهو الضعيف المظلوم الذي لا حول له ولا قوة سوى أن يقول هذا واقع عشناه رغم مرارته. ويعود الفضل للحركة في تسليط الضوء على كتب الاستعباد التي هي مصدر الاستعباد والظلم وهي حجة النخاسيين التي يبررون بها نزواتهم وغرائزهم الجنسية باضفاء الشرعية اليها. وكان العبيد انفسهم يعتبرون تلك الكتب وحيا منزلا قبل ان تقف حركة ايرا وقفة انتصار وتقوم بحرق تلك الكتب جهارا نهارا انتصارا لسنة الله ودفاعا عن النظلومين. وكان العبد الضعيف يرى في الحرق أنصافا وكان محقا لأن بسبب تلك الكتب استعبد البشر ونهبت الأموال وانتهكت الاعراض. رغم المضايقات والاتهامات ورفض السلطات عدم الاعتراف بحركة ايرا فانها تتفوق وتنتصر وما أدل على ذالك هو الاعتراف بها من طرف الأمم المتحدة وفوزها بجائزة حقوق الإنسان وجوائز عديدة متنوعة تشيد وتشهد لها بالنضال السلمي وكانت الأخيرة جائزة من المعهد الأمريكي للصراعات السلمية. اذا ايرا على حق ولذالك دخلت المعترك السياسي كوسيلة لنيل الحقوق وتحقيق الأهداف واصال الخطاب لمن لا صوت له ولا وسيلة عبر وسيلة قد تتيح لها الفرصة أو قبض السلطة من تحت أيدي الظلمة وحمات الاستعباديين فتتحقق الأهداف ويسود العدل ويتحرر العبيد ويقوى الضعيف ويجد كل ذي حق حقه . ولكن رغم التحالفات والمضايقات جاءت الشبيبة ايرا في المرتبة الثانية لا حزب يدعمها ولا نائب ولا عمدة ولامستشار ولا رجل أعمال سوى فرسانها الذين فتحوا المدن والارياف بفكرهم النير الذي لا يرفضه صاحب حق ضائع أو منهوب فتبين أن ايرا على حق بعد المعترك السياسي. وكانت المفاجأة التي تفاجأ ت بها السلطات هي قوة الحركة وقدرتها على الحشد والوصول لقلوب المهمشين والمستعبدين ولذالك لجأت السلطة العنصرية إلى مخططاتها الفاشلة وهي اعتقال الزعماء ومحاولة القضاء على الحركة ظنا منها ان ذالك كفيل بالقضاء على ايرا و قوة جماهيرها الانعتاقية متجاهلة بأن الفكر لا يعتقل وقد وصل الحد الأعلى وانتشر ولذالك لم يخلوا الميدان ولا الاذهان من الفكر والاحتجاجات المتتالية للمناضلين الأوفياء المتشبثين بقوله تعالى (رجال صدقوا الله على ماعهدوا عليه) ولذالك امتلأت شوارع روصو من مظاهرات فظنوا أن في التنقل حل فكانت المحطة عند مدينة ألاك ففتحت المدينة بأصوات النضال وأصبح الكل يدري قوة الرجلين والحركةً وفشلت خطتهم, فظنوا كذلك بأن التنقل الي العاصمة حل أو فرج لأنها مكانة قوتهم وتواجد أمنهم لكن الاعتصامات والمسيرات تتالت في شوارع انواكشوط و أمام السجن وفي الميادين كل أسبوع فتبين أن ايرا على حق والحق يعلوا ولا يعلى عليه.
بقلم الناشط الحقوقي في مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية ايرا الحافظ سيدي اعبيدً.