بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
مناضلي ومناضلات….قياديي وقيادات الميثاق من أجل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحراطين ضمن موريتانيا العادلة والمتصالحة مع نفسها..
السادة رؤساء وممثلي الأحزاب السياسية ومنظمات المجتمع المدني، السادة الصحفيون والاعلاميون..
ايتها الجماهير الكريمة،
يتجدد عهدنا بكم اليوم، وقد سرنا في ذكرى مسيرة الميثاق السنوية التاسعة، التي تعتبر مناسبة للتذكير بمظلمة لحراطين الكبرى، التي نجتمع اليوم من أجل التذكير بها…
إنها مناسبة عزيزة علينا، نستعيد فيها ونتذكر نضالات المؤسسين والأجيال الملهمة، التي أسهمت كلها بنصيب وافر في الوعي بقضية لحراطين…
أيها المناضلون،، أيتها المناضلات
تجسد هذه المسيرة السنوية، بالمشاركين فيها وبالشعارات التي ترفع فيها، رؤيتنا لحل قضية لحراطين، وإنهاء آلامها، وأنَّاتها، والمآسي التي خلفتها قرون من الظلم والغبن والتهميش والقهر …
كل ذلك من غير تصفية حسابات، ولا زرع أحقاد، وبإسهام من الجميع.
إننا نؤمن أن “حل قضية لحراطين صمام امان للتعايش السلمي في هذا الوطن ،.. ونؤمن كذلك ان حل مظلمة لحراطين يجب أن تتم في إطار وطني شامل..، وبسواعد جميع أبناء الوطن.
أيها الجمع الكريم..
في هذه الساعة المباركة من يومنا هذا المبارك، وفي الشهر المبارك، نؤكد للسلطات العليا في البلد، انه بحل قضية لحراطين سنساهم في القضاء على التفاوت الطبقي، وسنُعلي قيمة المواطنة على ما عداها من القيم، وكما نسهم في توزيع الثروات بعدالة بين أبناء البلد الواحد، الذي ستصان فيه حرية الإنسان وكرامته، انسجاما مع ثوابت ديننا الحنيف (ولقد كرمنا بنني آدم)، والقيم الإنسانية الكبرى التي تقوم عليها الحضارة الإنسانية..
أيها المناضلون،، أيتها المناضلات
تتميز مسيرتنا هذه السنة، انها جاءت في ظروف يعيش فيها المواطن تحت نير غلاء الأسعار، وتراجع ملحوظ في مستوى حرية التعبير، واستشراء للفساد، وعودة متسارعة نحو دولة المشيخات وشيوخ القبائل، حيث ترسخت مفاهيم القبلية والجهوية والزبونية السياسية، وكذلك تدوير المفسدين.
كما يأتي تخليد المسيرة هذه السنة، في ظرف مازالت فيه مكونة الحراطين تئن تحت وطأة التهميش والإقصاء الممنهج.
أيها الإخوة والأخوات
إنكم كسياسيين وحقوقيين، وقادة رأي، مدعوون كل من موقعه وبوسائله للإسهام في رفع هذا التحدي الذي يثقل كاهل الوطن، والوقوف في وجه الظلم والغبن، أيا كان مصدره، وأيا كان ضحاياه…
ومدعوون على سبيل الإلحاح والوجوب إلى جعل قضية لحراطين قضيتكم الأولى والمركزية، حتى نجعل من حلها رافعة لتنمية مستدامة تكرس العدل، وترسي دعائم وطن آمن، لشعب متآخٍ متماسك..
أيها المناضلون،، أيتها المناضلات
لا يفوتني قبل ان اختتم كلمتنا هذه، ان اثمن خطابات رئيس الجمهورية الداعية الى نبذ المسلكيات التي تفرق بين أبناء البلد الوطن، ودعوته للحكومة بمراعات التوظيف والاكتتاب لمكونات الشعب الموريتاني، لقد علق عليها الشعب الموريتاني آمالا كبيرة، بدأ بخطاب الترشح وانتهاء بخطاب تخرج الإداريين، الا ان عدم تطبيق مضامين تلك الخطابات وعدم القدرة علي تنفيذ مختلف الخطط والبرامج الواعدة ادي الي تلاشي ذلك الأمل.
ففي الوقت الذي كنا ننتظر فيه ترجمة حقيقية لهذه الخطابات على ارض الواقع، تفاقمت مأساة لحراطين، وتزايد حجم الانتهاكات في حقهم، وذلك بطرق شتى، من مصادرة لأراضهم في الريف والحضر، ومنحها لنافذين.
كما تمادت السلطات في سلبهم مواطنتهم الكاملة، وذلك عبر ابعادهم عن التقييد في سجلات الحالة المدنية، مما فاقم معاناتهم، فتم اقصاؤهم من حقوقهم الطبيعية في وطنهم.
كما ظل نصيب لحراطين من الاكتتاب يكاد يكون معدوما، خاصة المرأة الحرطانية، التي لم تستفد من التمييز الإيجابي في ظل هذا النظام، وبقيت غائبة من التعيينات والتوظيف.
اننا في الميثاق من أجل الحقوق السياسية والاقتصادية والاجتماعية للحراطين ضمن موريتانيا العادلة والمتصالحة مع نفسها، نؤكد تثميننا لأي خطوة في اتجاه بناء دولة مواطنة حقة، يري فيها كل موريتاني ذاته دون اقصاء او تهميش.
وفي المقابل، لن نسكت عن أي ظلم يقع على أي مواطن كان، مهما كان لونه او عرقه، ونؤكد التزامنا بمضامين وثيقة تأسيس الميثاق، بوصفها وثيقة قدمت تصورات و تشخيص لمختلف القضايا، ورسمت معالم حلول موضوعية لمختلف القضايا الوطنية الكبرى والمشاكل الجوهرية.
أيها المناضلون،، أيتها المناضلات
لقد جئتم اليوم وأنتم تريدون نسيان الماضي ومآسيه، وتنظرون إلى المستقبل، والآمال المعلقة عليه، جئتم لتسمعوا نداءكم الخالد من أجل عدالة تغير الحاضر وتصنع المستقبل وتلملم جراح الماضي.
شكرا لحضوركم ودعمكم
عاش الميثاق من أجل الحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية للحراطين ضمن موريتنانيا العادلة والمتصالحة مع نفسها…
والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته..