صفت أرملة رئيس هايتي، اللحظة التي "أمطر" القتلة فيها زوجها بالرصاص، بعد اقتحام منزلهما في منتصف الليل.
وقالت مارتين مويس إن الهجوم حدث بسرعة كبيرة، ولم يتمكن زوجها جوفينيل من "قول كلمة واحدة".
وقتل الرئيس مويس في 7 يوليو/ تموز، على أيدي 28 من المرتزقة الأجانب، حسبما زُعم.
وأصيبت مويس أيضا في الهجوم، ونقلت إلى ميامي لتلقي العلاج.
ونشرت يوم السبت، رسالة صوتية على صفحتها على تويتر تتعهد فيها بمواصلة عمله. وأكد عدد من الأشخاص أنها زوجة الرئيس.
وتقول مويس في التسجيل "في غمضة عين، دخل المرتزقة منزلي وأمطروا زوجي بالرصاص"، واصفة اللحظة التي قتل فيها المهاجمون زوجها.
وأضافت "هذا الفعل ليس له اسم لأن عليك أن تكون مجرما بلا حدود لاغتيال رئيس مثل جوفينيل مويس، من دون إعطائه الفرصة لقول كلمة واحدة".
وأشارت إلى أن زوجها كان مستهدفا لأسباب سياسية، لافتة على وجه الخصوص إلى إجراء استفتاء على تغييرات في الدستور كان من الممكن أن تمنح الرئيس مزيدا من السلطة.
وقالت إن الأشخاص المجهولين "يريدون اغتيال حلم الرئيس".
وأضافت "إنني أبكي، هذا صحيح، لكن لا يمكننا أن ندع البلاد تضيع .. لا يمكننا أن ندع دماء الرئيس جوفينيل مويس، زوجي، رئيسنا الذي نحبه كثيرا والذي أحبنا في المقابل، يذهب سدى".
ما نعرفه عن القتل حتى الآن
كان مويس، 53 عاما، رئيسا لهايتي، أفقر دولة في الأمريكتين، منذ عام 2017.
كان عهده في منصبه صعبا، فيما واجه اتهامات بالفساد وكانت هناك تظاهرات واسعة النطاق في العاصمة ومدن أخرى في وقت سابق من هذا العام.
وكان من المفترض إجراء انتخابات برلمانية في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، لكن الخلافات أخرتها، ما يعني أن مويس كان يحكم بمرسوم. وكان قد خطط لإجراء استفتاء على تغييرات دستورية مقترحة في سبتمبر/ أيلول.
في فبراير/ شباط من هذا العام، في اليوم الذي أرادته المعارضة أن يترك منصبه، قال مويس إن محاولة قتله والإطاحة بالحكومة قد أحبطت.
ولم يتضح بعد من نظم هجوم الأربعاء والدافع وراء ذلك. كما لا يزال هناك عدد من الأسئلة من دون إجابة، بما في ذلك كيفية تمكن القتلة من دخول الممتلكات الخاصة. ومن المقرر أن يُستجوب حراس مويس الأسبوع المقبل.
وأعرب أحد الشخصيات المعارضة البارزة عن شكوكه بشأن الأحداث. وقال السناتور الهايتي السابق ستيفن بينوا لمحطة "ماجيك 9" الإذاعية المحلية، يوم الجمعة، إن "من قتله ليس كولومبيين" لكنه لم يقدم أدلة تدعم مزاعمه.
وقالت الشرطة الهايتية إن غالبية المرتزقة كانوا كولومبيين، بينما كان اثنان منهم يحملان الجنسية الأمريكية.
واعتقل 17 من أفراد المجموعة في العاصمة بورت أو برنس، بعد معركة بالأسلحة النارية. وقتلت الشرطة ثلاثة من المشتبه بهم ولا يزال ثمانية آخرون قيد البحث.
وتعهدت حكومة كولومبيا بمساعدة هايتي في جهود التحقيق.
وقال مدير الشرطة الكولومبية، الجنرال خورخي لويس فارغاس، إنه يعتقد أن 17 جنديا كولومبيا سابقا متورطون.
بينما، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إنها لا تستطيع تأكيد ما إذا كان أي من مواطنيها قد اعتقل.
ومع ذلك، أفادت وسائل الإعلام الأمريكية والكندية بأن أحد المواطنين المزدوجين المعتقلين، جيمس سولاجيس، 35 عاما، من فلوريدا وكان حارسا شخصيا سابقا في السفارة الكندية في هايتي.
وقال قاضي تحقيق لوسائل إعلام محلية، إن سولاج ومواطن أمريكي آخر، ويدعى جوزيف فينسينت، قالا إنهما كانا هناك كمترجمين للمرتزقة.
وقال القاضي كليمان نويل لصحيفة "لو نوفاليست" إن المهمة كانت "اعتقال الرئيس جوفينيل مويس ... وليس قتله".
من المسؤول عن هايتي؟
ينص الدستور على أن الجمعية الوطنية يجب أن تختار رئيسا آخر. لكن الخلافات أدت إلى عدم إجراء الانتخابات التي كان المقرر إجراؤها في أكتوبر/ تشرين الأول 2019، وكان مويس يحكم بمرسوم وسط احتجاجات واسعة النطاق.
وتشير التعديلات على الدستور، التي لم يوافق عليها الجميع، إلى أن رئيس الوزراء يجب أن يكون هو التالي الذي يتولى السلطة.
لكن هايتي لديها رئيس وزراء مؤقت، كلود جوزيف، ومعين جديد، أرييل هنري الذي لم يؤدي اليمين بعد.
كلاهما يدعي أنه مسؤول.
ويوم الجمعة، وقعت مجموعة من الأحزاب السياسية على قرار يعلن جوزيف لامبرت، رئيسا جديدا، مع قيام هنري بدور رئيس الوزراء.
ولا يساعد الوضع الراهن كثيرا على حل عدم الاستقرار السياسي والاقتصادي الذي ابتليت به البلاد منذ فترة طويلة.