افتتحت اليوم الاثنين في نواكشوط أعمال دورة اقليمية للتكوين حول استخدام الطائرات المسيرة في مجال استكشاف ومكافحة الجراد الصحراوي منظمة بالتعاون بين المركز الوطني لمكافحة الجراد والطيور وهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية.
ويشارك في هذه الدورة ممثلون عن الدول الأعضاء في هيئة مكافحة الجراد الصحرواي في المنطقة الغربية التي تشمل موريتانيا والجزائر وبركينافاسو والمغرب والنيجر والسنغال واتشاد وليبيا، ومالي وتونس.
وأوضح معالي وزير الزراعة السيد سيدنا ولد أحمد أعلي، في كلمة له بالمناسبة، أن هذه الدروة التكوينية سيكون لها الأثر الطيب على تطوير آليات الاستكشاف والمكافحة مع الاهتمام المتزايد الذي توليه بلادنا لحماية المصادر الطبيعية وتوفير الأمن الغذائي ، وهو ما يتجلى اليوم في اقتناء بلادنا لمجموعة هامة من المعدات لدعم قدرات المركز الوطني لمكافحة الجراد والطيور.
وقال إن القوة المشتركة للتدخل ضد آفة الجراد في المنطقة الغربية التي تحتضنها بلادنا تمت المصادقة على إنشائها في شهر اكتوبر من العام 2016 كما تم التوقيع على اتفاقية الإطار من طرف القطاع وهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية بغية دعم وتقوية التنسيق المشترك من أجل القيام بعمليات الاستكشاف والمكافحة الاستباقية، تطبيقا للاستراتجية الوقائية المعتمدة من طرف الدول الاعضاء .
وبين أن هذه الدورة تتنزل ضمن توجيهات فخامة رئيس الجمهورية، السيد محمد ولد الشيخ الغزواني الرامية إلى حماية المصادر الطبيعية وسد الفجوة الغذائية والتي تسهر الحكومة على تنفيذها بشكل متكامل عبر جهود القطاع لتطوير تقنيات ومعدات الاستكشاف والمكافحة ضد هذه الآفة العابرة للحدود، مبرزا أن نوعية هذه الدورة وكفاءة الخبراء الدوليين الذين عهد إليهم بتأطيرها، عوامل ستساعد في تمكين المستكشفين من تملك هذه التقنيات الحديثة وتطبيق مخرجاتها مما سيشكل تطورا ملموسا لنوعية ومردودية العمل الميداني خلال السنوات القادمة.
وحث كافة المشاركين على الاستغلال الأمثل لهذه الدورة التي تشكل فرصة جديدة للتأكيد على أهمية العمل الجماعي الذي تقوم به القوة المشتركة للتدخل ضد الجر اد الصحراوي في المنطقة الغربية وهو ما يتوج مسار تعزيز القدرات الوطنية في مجال محاربة الجراد من جهة ورفع مستوى التكامل الميداني بين البلدان من جهة أخرى.
وشكر منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة وهيئة مكافحة الجراد في المنطقة الغربية على مواكبة جهود بلدان المنطقة وبلادنا بشكل خاص من أجل التصدي لهذه الآفة، وخاصة المملكة البريطانية وكوريا الجنوبية والوكالة الفرنسية للتعاون على الدعم المالي الذي يقدمونه في هذا الإطار.
وبدوره قال الأمين التنفيذي لهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية، السيد محمد الأمين ولد حموني، إن سنة 2020 تميزت، بشكل خاص، بحدثين رئيسين، أحدهما صحي تمثل في ظهور كورنا والثاني ذا طابع خاص بمكافحة الجراد بعد تطور أزمة غير مسبوقة في دول المنطقة الوسطى وخاصة في منطقة القرن الإفريقي.
واستعرض الجهود التي بذلتها الهيئة من أجل التصدي لاجتياح الجراد الصحراوي تبعا لمبدأ "بلا ندم" بالاشتراك مع المقر الرئيسي لمنظمة الفاو وبالتعاون الوثيق مع مكتبها الإقليمي للتكيف مع حالة الطوارئ وإعادة التأهيل في غرب إفريقيا.
وأوضح أن هيئة مكافحة الجراد في المنطقة الغربية طورت بالتشاور مع بلدانها الأعضاء خطة إقليمية لإدارة مخاطر الجراد وذلك للتعامل مع تهديد محتمل لهذه الآفة في المنطقة الغربية، شاكرا الدول الأعضاء والشركاء الفنيين والماليين لدعمهم جهود هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية.
حضر مراسيم افتتاح الدورة وزيرا التجهيز والنقل والتنمية الحيوانية على التوالي محمدو احمدو امحيميد ولمرابط ولد بناهي والأمين العام لوزارة الزراعة وبعض سفراء الدول المعنية في بلادنا وشخصيات أخرى.
هذا، وتسلم معالي وزير الزراعة، السيد سيدنا ولد أحمد أعلي، اليوم الاثنين بمباني المركز الوطني لمكافحة الجراد والطيور، معدات وتجهيزات وطائرات مسيرة لاستكشاف ومكافحة الجراد الصحرواي، مقدمة من طرف هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية التابعة لمنظمة الامم المتحدة للأغذية والزراعة (الفاو) في إطار القوة المشتركة للتدخل ضد الجراد الصحراوي، التي تتخذ من نواكشوط مقرا لها.
وتتمثل هذه المعدات في 10 سيارات رباعية الدفع تنضاف إلى 11 سيارة أخرى من نفس الطراز تم تسليمها سنة 2018 و16 طائرة مسيرة و15 آلة رش محمولة على السيارات ومبيدات حيوية ومعدات تقنية وأخرى لوجستيكية.
وتلقى السيد الوزير خلال حفل التسليم شروحا فنية من الأمين التنفيذي لهيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية، السيد محمد الأمين ولد حموني، تضمنت خصوصية هذه المعدات وأهميتها في الاستكشاف والمكافحة ضد الجراد والإجراءات التي تم القيام بها من أجل اقتنائها ودورها المحوري في تعزيز القدرات الفنية والميدانية للفرق المتدخلة في هذا المجال.
كما زار الوزير مخازن تموين الفرق البرية المتنقلة والتي تتوفر على المعدات والمؤن ووسائل الحماية ضد المواد السامة المستخدمة من طرف هذه الفرق، إضافة إلى زيارة لمختلف أجنحة المركز الوطني لمكافحة الجراد والطيور في بلادنا.
وفي تصريح صحفي، أكد السيد محمد الحسن ولد جعفر المدير العام للمركز الوطني لمكافحة الجراد والطيور، أن هذه المعدات ضرورية في العمل الميداني للفرق المتدخلة في مجال الاستكشاف والمكافحة ضد الجراد المهاجر، شاكرا هيئة مكافحة الجراد الصحراوي في المنطقة الغربية ومن خلالها منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة لمواكبتها جهود المركز في هذا الإطار.
وكان الوزير مرفوقا بالأمين العام للوزارة، السيد امم ولد بيباته ومدير تنمية الشعب الزراعية والارشاد الزراعي السيد باب احمد ولد النقرة و سفير جمهورية السنغال الشقيقة المعتمد لدى موريتانيا سعادة السيد مصطفى ندور.