أكد النائب البرلماني وزعيم حركة "إيرا" بيرام الداه اعبيدي أن العبودية اليوم تعشش في المجتمعات الإفريقية، ومن دون أي مكافحة، مردفا أن تجذرت لدرجة لم يعد بالإمكان تغييرها دون ملحمة.
وقال ولد اعبيدي إن من خلاصات الاجتماع الذي شارك فيه قبل أيام في مالي، والذي ضم المنظمات المكافحة للعبودية في دول الساحل أن هناك حالة إنكار عامة لوجود العبودية في هذه البلدان، كما أن العبودية تعود لعصور قديمة حيث تم توارثها منذ عهد المماليك.
ولفت ولد اعبيدي إلى أن دول المنطقة دأبت على إنكار وجود العبودية فيها وإثبات وجودها في بلدان أخر، ناقلا عن ناشط مالي قوله إن الرئيس المالي الأسبق آمادو توماني توري قال له مرة خلال نقاش لموضوع العبودية في مالي إن العبودية لا توجد إلا في موريتانيا.
وأضاف ولد اعبيدي أن موريتانيا تقول إن العبودية لا توجد إلا في مالي، وبوركينا فاسو تقول إن العبودية لا توجد إلا في موريتانيا، ومالي، وكذلك النيجر، في حين أن العبودية توجد في جميع هذه الدول، ولا بد من جهود مشتركة لمحاربتها.
ودعا ولد اعبيدي من وصفهم بالعرب والبربر في موريتانيا لمحاربة العبودية قبل أن تتجذر فيهم كما تجذرت في أعراق أخرى كالفلان والسوننكي، حيث تجذرت وبنيت على طقوس، وتراتبية، وقيم شرف، ولا يمكن أن تتغير إلا بملحمة، ومواجهة.
وشدد ولد اعبيدي على حاجة بلدان الساحل إلى التعقل والعلاج الجذري لهذا المشكل، قبل أن تصل الأوضاع فيها إلى ما وصلته في مالي حيث فقدت السيطرة على ولايتين من ولاياتها بسبب الواجهة بين الأسياد والعبيد، مشيرا إلى تأثر بعض مناطق موريتانيا خصوصا في كيدي ماغا بما جرى في مالي بسبب الامتدادات العرقية.
وقال ولد اعبيدي إن المشاركين في المؤتمر اتفقوا على أن النضال من أجل الاستقلال كان نضالا انتقائيا، ولم يحارب التمييز الداخلي، والعنصرية داخل الشعب، واستغلال جزء منه لجزئه الآخر.