تعتمد اللقاحات المطورة مؤخراً (فايزر و بيونتك) وشركة (موديرنا)، لمكافحة فيروس(كوفيد - 19)، على تقنية طبية لم تستخدم من قبل في أي لقاح أو دواء معتمد، من خلال (messenger RNA ) وتختصر بـ(mRNA) وفق ما نشر في الصحيفة الأمريكية (يو أس أي توداي)
آلية عمل اللقاح:
وذكرت الصحيفة، أن التقنية تعمل على الاستفادة من الوظيفة الطبيعية لـ(mRNA)، التي تعتبر بمثابة وسيط ناقل، فتنقل صفات من الحمض النووي لجعل البروتينات في الخلايا مسؤولة عن كل وظيفة من وظائف الخلية، فيقوم اللقاح بتغليف (mRNA) في كرات صغيرة تحتوي على غلاف دهني واقي يمنع الإنزيمات من هضمه.
وبحسب الصحيفة، فإنه بمجرد حقن الجسم باللقاح، تقوم الكرات الدهنية بتسليم (mRNA) من اللقاح الى الخلايا لإنتاج بروتين موجود على سطح فيروس (SARS-CoV-2)، يُسمى بروتين(سبايك)، وعلى الرغم من أنه من المحتمل أن يتحور فيروس (SARS-CoV-2) مع مرور الوقت، إلا أنه لا يمكن للفيروس أن يدخل الخلايا ويلحق الضرر بها بوجود هذا البروتين المرتفع، لذلك من المتوقع أن تظل اللقاحات فعالة، ولكن مع وجود بعض التعديلات.
ومن الجدير ذكره أن الكرات الدهنية تتميز بالهشاشة، لذلك يجب تخزين اللقاحات في درجات حرارة شديدة البرودة، وبمجرد تفككها فإن الحمض النووي (الرايبوزي) لا يستمر طويلا مما يثير القلق حتى الآن في آلية النقل بين الدول.
وبحسب توصيات الشركات المصنعة للقاح، فإنه يجب الاحتفاظ بلقاح (فايزر) في درجات حرارة دون الصفر، مع ثلج جاف أو مجمد خاص لمدة خمسة أيام قبل الاستخدام، بينما يمكن تبريد لقاح (موديرنا) لمدة أسبوع قبل الاستخدام في درجة حرارة الغرفة لمدة تصل إلى (12) ساعة.
وفي سياق سابق عملت شركات (موديرنا) و(بيونتك)، على تطوير لقاحات مستخدمة تقنية (mRNA) على مدار سنوات ماضية، لكنهما لم يجتازا تجارب مبكرة على البشر، مثلما وفرت لهم جائحة (كورونا) المنتشرة عالمياً الأرض الخصبة للتجريب على البشر والتمويل والدعم العلمي لوضع نهجهم الجديد موضع التنفيذ.
ويجدر الإشارة إلى أن لقاحات (فايزر) و(موديرنا) خضعت للاختبارات والتجارب على الحيوانات قبل البشر، لتطوير اللقاح النموذجي وفق البروتوكول الصحي الذي يوجب أن يمر انتاج اللقاح بخطوات تستغرق سنوات ولكن بشكل استثنائي في انتاج لقاحات مضادة للفيروس التاجي المنتشر عالمياً تم تنفيذ العديد من الخطوات في وقت واحد، مما سمح للقاحات بإكمال عمليات التطوير والاختبار والتصنيع في وقت قياسي.
ولم تمنح إدارة الغذاء والدواء الأمريكية، تصريح للأطفال ما دون (16) عاما والحوامل والمرضعات بتلقي تطعيم (Pfizer) لعدم اجراء الاختبارات السريرية عليهم خلال مرحلة التجريب والاختبار الأولية للقاح.
وذكرت الصحيفة أن الأثار الجانبية التي تم ملاحظتها لمتقي اللقاح كانت:
1- ألم في الذراع مصاحبة لآلام في كافة الجسم، قد تستمر ليوم أو يومين من تلقي اللقاح.
2-شلل (بيل) وهو حالة عصبية تؤدي إلى شلل مؤقت في جانب واحد من الوجه و أصيب بها أربعة أشخاص بعدما تلقوا لقاح (فايزر).
3-صداع وحمى، لا تدوم أكثر من يومين.
وتقدر نفقات الحكومة الفيدرالية للحصول على هذا اللقاح بنحو أربعة مليارات دولار، على هذين اللقاحين مقارنة بالتكلفة الإجمالية للأزمة، والتي من المتوقع أن تكلف الولايات المتحدة نحو 16 تريليون دولار، وفقًا لخبراء الاقتصاد في جامعة (هارفارد)؛ وكانت شركتا (فايزر) و (بيونتك) قد قررتا تطوير لقاحهما دون دعمٍ حكومي.
وفي سياق سابق تعرضت الحكومة الأمريكية للانتقاد، بسبب التأخر في اتخاذ قرار شراء (100) مليون جرعة أخرى، بعدما صرحت شركة (فايزر) أنها لا تستطيع إنتاج (100) مليون جرعة أخرى، حتى النصف الثاني من العام المقبل 2021، وفي المقابل أعلنت الحكومة أنه لن يحتاج الأفراد إلى دفع ثمن حقن اللقاح، حتى أنها ستوفر الحقن ومسحات الكحول اللازمة.
وكانت الشركات المصنعة للقاح حول العالم قد صرحت بأنه جاري العمل لاكتشاف لقاحات جديدة توقف فيروس (كورونا) عند حده، ولتحقيق العجز في الطلب الذي تفرضه كافة دول العالم للحصول على اللقاح.