عبر مزارعون يتخذون من الضواحي الجنوبية للعاصمة انواكشوط، عن تطلعاتهم للمساهمة بشكل قوي في تأمين اكتفاء العاصمة الغذائي وذلك بفضل السخاء اللامحدود للأرض التي يزرعونها منذ عقـود ثلاث دون دعــم أو اهتمام واضح من لدن السلطات العمومية.
ويتكتل العشرات من المواطنين في تعاونية مشاركة تهدف إلى الدفاع عن المصالح المشتركة لهم في هذه المنطقة التي يزرعونها موسميا ويؤمنون من منتوجاتها الزراعية بعضا من احتياجات الأسواق المحلية، ومع ظهور أزمة الخضروات الناجمة عن اغلاق معبر الكركرات الحدودي يأمل هؤلاء المزارعون في رفع التحدي على المستوى الوطني.
وفي هذا السياق يقول مولود ولد يحي وهـو أقدم هــؤلاء المزارعين بأنه قام باستصلاح المنطقة الواقعـة جنوب مقاطعة الرياض منذ 27 سنة قبل ان يلتحق به المئات من المواطنيـن اللذين تمكنوا مع الوقت من زراعـة حقولهم بجهود ذاتيـه معتمدين في ذلك على الامطار الموسيمة "هذه المساحـة تتجاوز 14 كلمترا مربعا ونشترك في حراثتها بحيث تنتج حاليا البقوليات من بطيخ ولوبياء (آدلكان) وفندي وأشركاش وأزرع، ونستفيد جميعا من عوائد هذه الحراثة"، وأضاف بأنه هذه الأرضي " قابلة لحراثـة الطماطم، والجزر (كاروت) ولكنها مشكلتنا هي انعدام امدادات المياه"
وناشــد أبهاه ولد أميليـد الدولة الموريتانية بالتدخل الى جانب اصحاب المبادرة "نطلب من فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني العمل على مد أنابيب المياه الى حقولنا ونحن نتعهد لـه بتأمين الاحتياجات الضرورية والكافية لسكان العاصمة من الفواكه والبقوليات والخضروات" وأستطرد يقول "سنكون ممتين لو سبق ذلك تشريــع ملكية المزارع وتأمينها بسياج".
ومن جانبهن عبرت المزارعة حاجة منت محمود عن استعداد القائمين على هذه التعاونية الزراعية لتحمل المسؤوليات المترتبة على "ندرة العناصر الغذائية في الأسواق الوطنية، نحن قادرات على تحقيق الاكتفاء التام من ناحية احتياجات الأسر الموريتانية من هذه المواد ولا ينقصنا سوى الدعم والاهتمام من لدن السلطات الوطنية".
جاء ذلك في سياق زيارة أداها وفد من النشطاء الحقوقيين والجمعويين بقيادة رئيس منتدى الأواصـر للتحاور السيد عبيد ولد اميجن لهذه المزارع بقصد الاطلاع على اوضاعهم والاستماع الـى تطلعاتهم، ويشتكي القائمون على "احرايث" الرياض من التجاهل الطويل لما يضطلعون به من أدوار من شأنها امتصاص بطالة الشباب لو جرى تحسينها بالشكل المطلوب.