في إطار التخفيف التدريجي لحالة الإغلاق العام، المفروضة لكبح انتشار فيروس كورونا، سمحت الحكومة البريطانية بتشكيل "فقاعات" اجتماعية في إنجلترا.
واعتبارا من يوم السبت، يحق للبالغين الذين يعيشون بمفردهم - أو الآباء والأمهات العُزب الذين تقل أعمار أطفالهم عن 18 عاما - تشكيل "فقاعة" مع سكان منزل آخر.
والفقاعة تعني مجموعة من الأشخاص بوسعهم التواصل عن قرب. وبالتالي أصبح بمقدور البعض أخيرا الحصول على قبلة أو عناق أو ممارسة الجنس بعد انتظار دام ثلاثة شهور.
وبالنسبة لمن يشاركون مسكنهم مع آخرين، هناك معضلة. فتشكيل شخص من خارج المسكن فقاعة مع أحد شركاء السكن، يحرم باقي الشركاء من الدخول في فقاعات أخرى.
كيف إذن يقرر شركاء السكن أيهم سيحصل على حق تشكيل الفقاعة؟
"كان الخيار الأسهل في حياتي. سأكوّن فقاعة مع رفيقي"، حسبما قالت امرأة تُدعى كايت لبي بي سي.
كانت كايت محظوظة لأن شركاءها في المنزل أعطوها الضوء الأخضر لتشكيل فقاعة.
"قالوا لي إن بوسعي أن أكون الشخص الذي يمكنه توسيع فقاعته. عيد ميلادي كان قبل بضعة أيام، فحصلت على هذه الإمكانية كهدية".
ما ألطفهم. لكن الوضع ليس بهذه السلاسة في كل حالة.
فقد كتب أحد مستخدمي موقع تويتر، يُدعى سبيس بَب، تغريدة قال فيها ساخرا "يا للروعة! لأن شريكتي في الشقة استضافت رفيقها في فقاعتها، لم تتبق لي فقاعة!".
ولن تراقب السلطات التسهيلات الجديدة، لذا هناك احتمال كبير بأن يخالف سكان المنازل القواعد. لكن ماذا عن أولئك الذين يحاولون الالتزام بالصواب؟
من أساليب الاختيار، إقامة ما يُشبه مقابلات التقدم لوظيفة، حيث يستعرض كل شخص من شركاء المنزل أسباب أحقيته بتشكيل الفقاعة.
لكن بالنسبة لآخرين، لم تتح حتى الفرصة للحديث مع شركاء المسكن بشأن أيهم أحق.
من هؤلاء، كلير دي سوزا التي قالت عبر تويتر "ظننت أن بوسعي تكوين فقاعة لأني عزباء. اتضح أنه إذا كان لديك شريك في السكن، يحق لأحدكما فقط فقاعة خارجية. هو (شريكي في السكن) بالفعل في فقاعة مع رفيقته".
نظام الفقاعة مطبق في إنجلترا فقط حاليا، فبقية أجزاء المملكة المتحدة تخرج من حالة الإغلاق بطرق مختلفة.
ومن أساليب الاختيار بين شركاء المسكن، منح حق تكوين الفقاعة للشخص الذي بقي بدون ممارسة الجنس الفترة الأطول.
وإذا تشابهت أوضاع شركاء المسكن الواحد، ربما تكون القرعة هي الحل.
وتقول غابرييلا ميلر مدربة أنماط الحياة المتخصصة في إدارة الأزمات "إنها تجربة تبعث على التوتر، لكن مطلوب من الجميع التحلي بالهدوء".
وتدعو غابرييلا الناس إلى أن يتذكروا أن الوضع سيتغير وستكون هناك فرصة للقاء أحبائهم.
كما تقول إن علينا طرح سؤال: هل يستحق الوضع أن ندخل في نزاع مع آخرين بسببه؟
وترى غابرييلا أن الوضع يتطلب نبذ الأنانية.