بدأ الرجال التشيك يستعدون منذ الآن وبشوق لعيد الفصح الذي سيحل يوم الاثنين القادم وذلك من خلال اقتناء عصي خاصة قاموا إما بشرائها أو بلفها من أغصان شجر الصفصاف وذلك لضرب نساءهم جميعا أي البنات والزوجات والأمهات والأخوات والأقارب.
العملية هذه تتم في إطار تقليد يطلق عليه تسمية “بوملازكا” تعود جذوره للقرون الوسطى ولا يزال متبعا إلى اليوم على نطاق واسع في الريف بالنظر لكون الناس يعرفون بعضهم البعض بشكل أكثر فيما يقتصر ذلك في المدن الكبيرة على أفراد العائلة والأقارب وربما بعض الجيران.
ويقوم الرجال صباح الاثنين بالتوجه إلى النساء في عائلاتهم وأقاربهم وجيرانهم وهم يحملون العصى لضربهن كنوع من الدعابة، في حين لا تبدي النساء أي نوع من الاحتجاج على ذلك بل يقمن بمكافأة الرجال الضاربين بتقديم الشوكولاته أو البيض المسلوق الملون الذي يعتبر رمز الحياة.
وعلى الرغم من أن هذا التقليد يبدو غريباً وهمجياً في القرن الواحد والعشرين ولاسيما بالنسبة للزوار الأجانب الذين يرون كيف يحاولن النساء الفرار من عمليات الضرب إلا أن النساء التشيكيات في أغلبهن لا ينظرن إلى الأمر على أنه كذلك طالما أنه لا يترافق بأي نوع من العنف أو بممارسة القسوة أثناء الضرب بل ينظرن إليه على أنه مناسبة للفرح والود والتقارب بين الرجال والنساء والأقارب .
ويبرر أنصار هذا الشكل من الاحتفال بعيد الفصح بالقول إن الضرب بأغصان الأشجار الطرية يرتبط بنقل قوة الطبيعة التي تستيقظ في فصل الربيع إلى الرجال ونقل العافية والخصوبة والرشاقة والجمال إلى النساء كما أنه مناسبة للقاء بين الأقارب.
ووفق التقاليد المرتبطة بهذا العيد يحق للنساء في ساعات بعد الظهر من يوم الاثنين صب الماء البارد على الرجال غير أن الكثير منهن لا يفعلن ذلك كون عيد الفصح يحل في وقت لا يسود فيه الدفء بعد في الطبيعة ولذلك فإن سكب الماء في هذا الوقت يمكن أن يجعل الرجال يصابون بنزلات البرد أو ربما لأن قلوب النساء أرحم.