رسالة إلي: رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز
عبر السلم الإداري : المجلس الأعلى للشباب مهزلة
72 ساعة من لقاء رئيس الجمهورية مع أعضاء المكتب التنفيذي للمجلس الأعلى للشباب منظمة الصحة العالمية تدخل علي الخط لدعم أنشطة الأخير من خلال حملة ضخمة لمكافحة التدخين موجهة لصالح الشباب الموريتاني في وقت تستعد فيه هيئات و منظمات دولية لدخول علي خط الدعم، تأكد فرضية الشائعات التي أطلقها أعضاء كبار في المجلس أن ما عرقل عملهم خلال السنتين الماضيتين هو الخلاف الذي وقع بين المجلس و الدكتورة كمب با وزيرة الشباب و الرياضة و التي رفضت من الوهلة الأولي إقحام هذا المجلس ضمن سياسة وزارتها و إستراتيجياتها الهادفة لترقية الشباب الموريتاني لعدم وضوح رؤيته و سعي العديد من أعضائه إلي أن يكون برتبة مستشار في الوزارة الأولي، خلاف سوقه أعضاء المجلس و عملوا كل ما بوسعهم من أجل إزاحة السيدة عن الوزارة و إقناع السلطات بجلب وزير جديد من خلاله يمكن تمرير أجندتهم و أنشطتهم وصرحوا بذلك ضمن مجالسهم الشخصية و مستوي التهاني للوزير الجديد فعضو مجلس أعلي للشباب عليه الحياد و الحذر من الانجراف، و يتضح ذلك من خلال السرعة الفائقة في اللقاء مع رئيس الجمهورية العائد من عطلته السنوية و المتزامنة مع الأزمة الغامبية و التصويت علي التعديلات الدستورية، رئيس كان صادقا مع نفسه محاولا بكل إمكانياته إقناع المجلس بضرورة الاستثمار في التوعية و ترقية ولوج الشباب للتعليم المهني العمل علي مكافحة الإرهاب و الجريمة العابرة للقارات و تهريب المخدرات من خلال أنشطة هادفة و قادرة علي احتواء الشباب و تهيئتهم لمواجهة التحديات التي يسعي رئيس الجمهورية لها من خلال إطلاق العديد من المشاريع التي تلامس حياة الشباب وتطلعاتهم رغم التحفظ علي بعضها، دون أن يدرك فخامة رئيس الجمهورية أن أطروحاته و أفكاره النيرة التي قدمها للرهط الخمسة عشر الجالسين أمامه تحتاج لتجربة وملامسة الواقع الموريتاني المعاش هؤلاء سيادة الرئيس وصاحب الفخامة لم يعانق واحد منهم يوما شخصا مصابا بالسيدا لم يتبرع يوما بقطرة دم من أجل علاج مريض في المستشفي لم يتكفل بطفل مصاب بسوء التغذية في كبة مندز و المربط و أحياء الصفيح لم ينظم مشروعا في ضواحي النعمة وتيرس الزمور لتوعية الشباب علي مكافحة التطرف و الغلو و الإرهاب لم يقم تكوينا ضخما لصالح عمال مؤسسات المناجم من أجل الوقاية من الأمراض الفتاكة لم يعمل علي توعية المواطنين في الأحياء الهشة علي أهمية النظافة و الصرف الصحي و المحافظة علي البيئة لم يقف يوما من أجل مساعدة أسرة للحصول علي أوراقها المدنية، لم يشارك في التوعية حول التصويت و أهميته و التهذيب حول المواطنة و الحكم الرشيد ومكافحة الرشوة و اختلاس المال العمومي.
سيدي الرئيس هناك تجارب كبيرة و طاقات ضخمة تحتاج للتوظيف، هؤلاء الذين نصبتهم علينا دون استشارتنا ولا التشاور معنا يجيدون أكثر النقاش مع الهاتف و الفيسبوك من الحديث مع المستهدفين و المحتاجين و سنبقي علي العهد ونحترم خيارات السلطة التي اختارتهم لكن من المستحسن أن يكون المجلس قادرا علي جلب ممولين دوليين إقناع المانحين و مناصرة قضايا الشباب في الداخل و الخارج، نحن بحاجة لشباب قادر علي نقد السياسات لا مناصرتها و الدفاع عنها، سيدي الرئيس نواياكم حسنة في هذا الطرح وتصوركم أوضح لكن ما هكذا تأكل الكتف عندما يطالبونكم بتنظيم نشاط بالتعاون مع مؤسسة رئاسة الجمهورية عليكم أن تدرك أن توجهم هو الشهرة و أن شرعيتهم يستمدونها منكم لا تستمدها منهم كما يجب أن يكون، ماذا تعلق علي مجلس أعضائه متفقون أمامكم مختلفون فيما بينهم كل واحد منهم ينتقد الآخر و يتصدي لتوجهاته وكل واحد منهم يصنف نفسه علي أنه مدعوم من طرف شخصية نافذة في الدولة هي التي تدافع عنه ليس من المهم أن تكون مصداقية هؤلاء نابعة من الشباب الموريتاني بمختلف أطيافه و توجهاته.
أملي أن نستفيق و نعمل علي وضع المجلس ضمن سياقه الصحيح، ليس من الممكن أن يكون أعضاء المجلس ينشطون سياسيا في الأغلبية الحاكمة وهذا حقا لهم مع واجب الحياد و التحفظ و يحاولون إقناع من يختلفون معهم فكريا في الانصهار ضمن برامجهم التنموي لكل الحق في الانتماء السياسي لكن من يتولون ملفات حساسة و يعملون في مجال معقد عليهم الحذر فهم في مواجهة حركات شبابية جل أعضائها ينتمون فكريا لحراك سياسي معقد و الظهور إلي جانب السلطة قد يعقد ذلك التوجه وهذا ما أثبتته التحركات الأخيرة التي قام بها أعضاء من المجلس من أجل تأسيس جمعية عامة فلم يقولون لك الحقيقة سيدي الرئيس فجل الشباب الموريتاني الذين اجتمعوا معهم متفقون علي أهمية المجلس الأعلى للشباب لكنهم في غير راضون عن أداء أعضائه و لا عن أعضائه ولا عن العديد من الأمور الموجودة به لكنهم يوجهون لكم التحية و يشكرونكم علي الاهتمام بقضاياهم.
بقلم : حمين سيدي أمعيبس
كاتب صحفي ناشط حقوقي