أعطى رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز صباح اليوم الاثنين إشارة انطلاق النسخة السادسة من مهرجان المدن القديمة.
ودعا رئيس الجمهورية في خطاب بالمناسبة، في هذا الإطار إلى تثمين تراثنا الثقافي وتعزيز لحمتنا الوطنية وتوظيف مقدراتنا الحضارية والتاريخية، لبناء دولة حديثة تستعيد مجد الشعب الموريتاني وتعزز دوره.
وفيما يلي النص الكامل لهذا الخطاب:
"بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله على نبيه الكريم
سكان مدينة وادان التاريخية الأعزاء
أيها الحضور الكريم من مختلف الولايات ومدننا الأفاضل
أيها المواطنون
أيتها المواطنات
أود في البداية أن أتوجه بالشكر إلى سكان مدينة وادان وإلى كل المواطنين الذين توافدوا من جميع أنحاء الوطن، على الاستقبال الحار الذي خصصوه لنا، كما أهنئكم جميعا وأهنئ الشعب الموريتاني بمناسبة المولد النبوي الشريف الذي حمل بشرى للعالم أجمع وجاءت رسالة الإسلام الخالدة منعطفا تاريخيا أخرج البشرية من الظلمات إلى النور.
إن اختيارنا لهذا الحدث العظيم، ذكرى مولد الرسول الكريم محمد عليه أفضل الصلوات والتسليم لإطلاق فعاليات مهرجان المدن القديمة، يعبر عن تمسك مجتمعنا المسلم بقيمه وتعاليم دينه الحنيف الذي جمع مختلف مكونات شعبنا حول التسامح والتضامن والتصدي للفتن ونبذ الغلو والتطرف.
لقد حمل علماؤنا وتجارنا في مدننا التاريخية وخاصة في وادان، مدينة العلم والعمل، الرسالة السمحة والقيم النبيلة في مشارق الأرض ومغاربها،
ومن هذه الربوع، انطلق الإشعاع الثقافي على أيدي كوكبة من العلماء العاملين الذين عمت شهرتهم الآفاق، وأصبحت تآليفهم مراجع للباحثين وتحقق لهذه المدن التاريخية أن تشكل بعبقرية أهلها مراكز حضارية تخرج العلماء وأقطابا اقتصادية تسير قوافل الخير بين جنوب الصحراء وشمالها.
أيها الحضور الكريم،
لقد أصبح مهرجان المدن القديمة، الذي نفتتح اليوم نسخته السادسة، تظاهرة سنوية يتنادى إليها المواطنون من مختلف أرجاء وطننا العزيز، لإحياء ما اندرس من تراثنا المجيد وعرض التنوع الغني لثقافتنا وفنوننا والعمل على النهوض بالأنشطة الاقتصادية لمدننا التاريخية التي عانت التهميش وكاد الإهمال يقضي على معالمها.
إنها فرصة سانحة لإبراز العبقرية الوطنية من خلال النشاطات المتعددة التي يتبارى فيها المشاركون من مختلف ولايات الوطن. كما ينهض المهرجان بدور كبير في تنشيط الدورة الاقتصادية للمدن القديمة ودعم النشاطات المدرة للدخل وتحفيز السياحة، وهو ما سينعكس إيجابا على نمو عيش سكانها، كما يسهم في تطوير بنيتها الاقتصادية.
أيها الحضور الكريم،
إننا حريصون على التمسك بتراثنا والحفاظ على هويتنا، وبهذه المناسبة فإنني أدعو كافة المواطنين إلى التشبث بقيمنا الأصيلة التي جمعت كافة مكونات شعبنا في وحدة قوامها المجد والتآخي والتصدي بحزم لكل سلوك يتنافى معهما مثل الفساد والتطرف والفئوية والنعرات الضيقة.
وفي الختام، لا يسعني إلا أن أجدد الشكر لسكان وادان العريقة ولكافة المواطنين من مختلف الولايات الذين هبوا للمشاركة في هذه التظاهرة الوطنية.
وأعلن على بركة الله، انطلاق فعاليات النسخة السادسة من مهرجان المدن القديمة، متمنيا لها موفور النجاح والتوفيق.
وأشكركم، والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته".