ناشط حقوقي يكشف عن محنة تعذيبه بمفوضيات الشرطة في نواكشوط

ثلاثاء, 01/11/2016 - 08:15

بسم الله ابدا، و عليه اتوكل، و اليه انيب.
بعد ان تم اختطافي واحتجازي في مكان مجهول و لمدة  10ايام و تمت معاملتي بشكل لانساني انا و بقية رفاقي حيث حرمنا من ابسط حقوقنا حيث تعرضنا لصنوف شتي من التعذيب النفسي و البدني و كان التعذيب يمارس في اوقات متاخرة من الليل، فقد كنت في زنزانة ملاصقة لزنزانة المناضل موسي بلال بيرام و كان كلما جاء الليل تاتي عناصر من الشرطة السرية و تضع الاغلال في يدينا و احيانا ارجلنا و يضعون قماشا عازل علي اعيننا و يذهبوا بنا الي صالات التعذيب، لقد تعرض المناضل الصامد موسي بيرام لتعذيب ممنهج تعجز الكلمات عن وصفه حيث في احدي ليالي رمضان و اعتقد جازما انها ليلة القدر اخذوا رفيقي موسي بيرام و عبدالله معط الله بعد الفطور مباشرة ،بعد ان منعونا من تناول الماء، و بدؤوا في تعذيبهم في مكان قريب جدا من مكان الاحتجاز و كان الصراخ يزلزل زنزانات الاعتقال، لياتوا بهم في ساعة الفجر و الاخ موسي بيرام يتبول دما، و فقد حاسية اللمس في يديه و رجليه، هذا فقط من اجل ان ينطق بجملة واحدة “انا هو الذي احرقت باص الشرطة” و لكن المناضل ظل صامدا حتي اشرف علي الهلاك وفقد الوعي . و في اليوم الاخير من الاعتقال اخذونا الي مقر الشرطة القضائية في حدود التاسعة صباحا وبدؤوا في تصحيح وتزوير محاضرهم التي تفتقد الي المهنية و اخذت تحت التعذيب و الترهيب و في الرابعة صباحا حالونا الي الوكيل الذي هو بدوره حالنا جميعا الي السجن، و من ثم بدات مهزلة المحاكمة التي تفتقد الي ادني شروط  المحاكمة العادلة، نحن علي يقين ان قرار ادانتنا جميعا قد تم في مكتب السفاح ولد مكت و ان الادلة و البراهين  التي قدمتها الشرطة ضدنا هي تافهة و متناقضة رغم انها هي الخصم و الحكم. انا شخصيا ” المهندس محمد جارالله” كنت يوم 29 يونيو في رحلة عمل علي الحدود المالية، و علي بعد 1200 كيلومتر من عشوائية ولد بوعماتو، و كنت اقرب الي القاعدة في الشمال المالي، و بوكو حرام في نيجيريا، و كان الاجدر بالنظام العنصري الاستعبادي، الاستبدادي، الاقصائي، التهميشي، ان يتهمني بالارهاب هي تهمة اقرب للمنطق و العقل من التهم الموجهة الي من طرف النيابة العامة. اننا في مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية “ايرا” سنعمل بحول الله  علي خلق الانسان الواعي، الانسان المثقف، الانسان الملتزم المتزن، الانسان الديمقراطي الاجتماعي، الانسان الذي يستنكف الانانية و المصلحة الضيقة، الانسان الذي يقول لا في محلها و نعم في محلها، و نبشر النظام العنصري الاستعبادي اننا صامدون مصرون و مصممون علي اقلاعه و تدمير بنيته العسكرية العنصرية و منظومته الدينية النخاسية و تركيبته القبلية الاستعبادية بالطرق السلمية المشروعة و اقامة دولة العدل و المساواة. ان منظومة الشر و الحقدالتي ملئت الارض من الماسي و الجرائم، مثل اكل مال اليتيم، و اغتصاب النساء، وسرقة الاطفال، و اخصاءالرجال و قهرهم، فقد حاولت هذه المنظومة ان يكون الظلم كليا و شاملا حتي يعم الرعب، فلم تبقي اي وسيلة من وسائل التعذيب و التر هيب الا جربتها، بل ذهبت الي ابعد من ذلك عندما اعطت اوامرها العنصرية الي الجزار ولد مكت و مساعديه الامنيين المتعطشون الي اراقة الدماء، الذين ابادوا الزنوج في الماضي، حيث قتلوا و عذبوا و هجروا.ان اليمين البيظاني المتطرف و عنصرييه، و قوي الشر فيه، و بطانة السوء فيه الفاقدة للحس الاخلاقي و الوازع الديني، التي اعتمد عليها نظام الجنرال في حكمه خلال العشرة سنوات الماضية كانت نكسة و وصمة عار في تاريخ موريتانيا، حيث صنفت موريتانيا هي الاسوء في كل شيئ، حتي في القيم و الاخلاق، ناهيك ان المنظومة الدولية صنفت موريتانيا علي انها الدولة الاستعبادية الاولي في العالم، و بالتالي يكون الجنرال الانقلابي ربح فقط عندما كون جبهة متحدة في العقل و المنطق و  التفكير من العنصريين و الاستعباديين و الظىلامين و العلماء الغير عاملين و الفقهاء المتشعوذين و الائمة المتمصلحين و الخونة المتملقين و رؤساء القبائل الذين شبت و شابت رؤوسهم علي العنصرية و الاستعباد، اما و الحالة هذه فاننا في ايرا ندق ناقوس الخطر الذي بات يهدد الكيان الموريتاني و ندعو كل الخيرين و التقدميين و التنوريين الذين يقفون معنا ضد الظلم  و الاستبداد ضد العبودية و العنصرية و لديهم مشروع مجتمعي عميق و شامل الي الالتحاق بالسفينة، سفينة نوح انشاء الله و وضع حد نهائي و ابدي لمنظومة الشر الدفين والحقد المتطاير.

بقلم:  السجين محمد جارو الله- سجين حقوق