الوقائع الكاملة لأول محاكمة في التاريخ للحكومة الموريتانية بسبب العبودية

اثنين, 31/10/2016 - 18:18

احتضنت العاصمة الغامبية بانجول يوم الخميس الموافق 27 اكتور 2016، اول محاكمة تعتبر سابقة من نوعها للحكومة الموريتانية اقيميا وحتى دوليا، وذلك بعد قرار المحكمة الافريقية قبول دعوى رفعتها منظمة نجدة العبيد لصالح الطفلين العبدين سعيد ويرك.

ووفق المصدر الذي اورد الخبر لـ"المشاهد"، فإن الحكومة الموريتانية بعثت بوفد رفيع المستوى راسة مفوض حقوق الانسان المساعد الرسول ولد الخال وبعضوية القاضي مولاي عبد الله الذي يشغل منصب مدير السجون الموريتانية ومستشار عن السفارة الموريتانية ببانجول.

وحسب عضو هيئة الدفاع عن ضحايا العبودية، الاستاذ العيد ولد محمدن امبارك، فإن قرار المحكمة الافريقية جاء للبت في الشكوى المقدمة من طرف منظمة نجدة العبيد والمجموعة الدولية لحقوق الاقليات "MRG"، بشأن الطفلين سعيد ويرك، الذين كانا ضحية استعباد، التي كانت موضوع حكم ابتدائي من محكمة الجنايات بنواكشوط، التي حكمت على المتهم الرئيسي احمد ولد حاسين بالسجن سنتين نافذتين، وتعويضات مالية اجمالية قدرها مليون وثلاثة مائة وخمسون الف اوقية.

واضاف الاستاذ ولد محمدن امبارك، انه نظرا لأن الحكم كان دون العقوبة المقررة، طبقا للقانون الموريتاني، وهي خمس سنوات كحد ادني، وكذلك التعويضات المالية الهزيلة للضحايا، فقد تم استئناف الحكم لدي محكمة الاستئناف بنواكشوط.

واشار الاستاذ العيد، انه نظرا للمدة الزمنية للملف لدي محكمة استئناف نواكشوط، ولم تتم برمجته بالرغم من الطلبات العديدة لمحامي الطفلين، التي امتدت لخمس سونات تقريا (نوفمبر 2011-نوفمبر 2016)، وعدم استجابة السلطات القضائية، وانتهاكها للقوانين الداخلية وللميثاق الافريقي لحقوق الاطفال الذي يتيح للضحايا رفع شكاوي ضد الدول، عندما ترفض البت خلال آجال معقولة في الشكاوى المتعلقة بحقوق الاطفال، فقد تقرر رفع الدعوى امام المحكمة الافريقية.

واوضح الاستاذ العيد، ان هيئة الدفاع تتكون بالاضافة اليه، من كل من: المحامية كارليج من ابريطانيا والمحامية روث باري من ايرلندا، قدمت مرافعة عبارة عن ملخص من الشكاية التي بلغت الى الحكومة الموريتانية 2015 ولم ترد عليها، خلال الاجال القانونية -60 يوما-، مضيفا انه، بعد ذلك تم الاستماع الى الطفلين ضحيتي العبودية سعيد ويرك عن طريق خدمة المحادثة الفورية المباشرة عن طريق الانترنت، ثم الاستماع الى وفد الحكومة، فيما قام الخبراء الافارقة بطرح اسئلة جوهرية على وفد الحكومة الموريتانية، من بينها لماذا غاب اي دعم حكومي عن الطفلين الضحيتين.

واضاف الاستاذ العيد ولد محمدن امبارك، ان المفاجئة الكبيرة، كانت عندما تم ابلاغ هيئة الدفاع داخل القاعة وهي تقوم بمرافعتها، ان القضاء الموريتاني قرر برمجة الملف في الثالث من نوفمبر القادم، وان المتهم الرئيسي تم اقتياده الى السجن.

واعتبر الاستاذ العيد، ان هذه المحاكمة ستكون مقدمة لتقديم بعض الملفاة، خاصة المتعلقة منها بالتعذيب الى هذه المحكمة او غيرها من المحاكم المماثلة.

ويذكر ان حالة عبوديتي الطفلين سعيد ويرك تم كشفها في العام 2011 من طرف حركة "ايرا" بولاية لبركانه، وتولى ملفهما القانوني منظمة نجدة العبيد باعتبارها مرخصة رسميا من قبل السلطات الموريتانية، ويعتبر هذا الملف ثمرة لجهود التنسيق بين المنظمتين في مجال مناهضة العبودية، ويعيش الطفلين اليوم بمنزل رئيس ايرا بيرام ولد الداه ولد اعبيد بمقاطعة الرياض.