حد الردة في كتب الفقه تم وضعه على أساس سياسي وتم تسيسه لتصفية الخصوم المخالفين وتم إستغلال الدين لقطع الرؤوس فقطعت به رؤوس المفكرين ورجال السياسة والأطباء وأصحاب العقول النيرة لأن الثقافة التي كانت سائدة ضد العقل وتجعل من الخلاف وسيلة الصراع بين المسلمين بمختلف مذاهبهم سواءكانت بين السنة والشيعة أو المذاهب السنية بالإضافة إلى فتنة التكفير وهي خطر ملأ الكتب الصفراء والمؤلفات مما تسبب في الصراعات على مر التاريخ حتى تم تكفير بعض رموز الأمة.
تم تكفير أبي حنيفة النعمان من قبل بعض الحنابلة كما ساق ذلك عبدالله بن احمد بن حنبل <ت290هجرية> كما في كتاب شرح السنة حيث ساق جملة من الشتائم لأبي حنيفة بأنه كافر زنديق وماولد في الغسلام أشأم ولا أضر على الغسلام من ابي حنيفة حتى لقبوه بأبي جيفة معتبرين أن أباحنيفة سكبه الله يوم القيامة في النار كما ذكر ان الخمارين أفضل من اتباع أبي حنيفة.
كما حصل أيضا التكفير عند بن تيمية وابن القيم كما في نونيته فصل أن المعطل مشرك حيث إعتبر ان المعتزلة والصوفية والأشعرية والقرامطة والفلاسفة مشركون كما يؤكد ذلك الشارح الدكتور محمد خليل هراس كما في نونية ابن القيم وهذه الفتنة من تكفير المسلم وتضليله حتى ابن تيمة ذكر بعض كتب المالكية أنه ضال مضل عندما خالفهم في تفسير طلاق البتة بالثلاث في كلمة بأنه واحدة كما ذكر ذلك شارح أسهل المسالك المسمى سراج السالك حتى التكفير أفتتن به المسلمون بسبب الخلاف فمن خالفك الرأي يجوز تكفيره كما نذكر نماذج من كتاب البربهاري الجنبلي شرح السنة مكفرا من خالف كتابه قائلا :من استحل شيئا خلاف مافي هذا الكتاب ليس يدين بدين الله وقدره كله الصفحة 109.
تشريع الكراهية بين المسلمين بألفاظ في كتبهم وأقوال منها <آكل مع يهودي أو نصراني ولا آكل مع صاحب بدعة > وقولهم <إذا علم الله من الرجل أنه مبغض لصاحب بدعة فقد غفر له> وإطلاق لفظ البدعة على المخالف لهم والدعوة إلى إهانته وفي كتبهم <من أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة مائة درجة ومن سماتهم تشريع الفرح بمصائب الخصوم من المسلمين وقدروى الخلال الحنبلي في كتاب السنة ذلك في الجزء الخامس الصفحة 129من سره التأكد فلينظر الكتاب ومن هنا نقول بأن الفتنة والتكفير للمسلمين تثيرها مؤلفات ما يحصل بين مذاهب السنة في الغالب تكون الحنابلة طرف مثل تغلب الشافعية على الحنابلة في أصفهان فدعا الحنابلة التتار ليقاتل الشافعية مقابل أصفهان فقاتل التتار فأحتل أصفهان وقتل الجميع ومنها ماذكره ابن الأثير في كتابه الكامل في التاريخ في عام 217هجرية وقعت فتنة عظيمة بين أصحاب ابي بكر المروزي الحنبلي وبين غير الحنابلة فحصلت فيها إبادات وقتل وتشريد وقد حصلت فتنة في البصرة وهمدان بين العامة بسبب المذاهب السنية أما الصراع بين السنة والشيعة فقد أخذت أشكالا متعددة هي الأخرى فحدثت فتنة في عهد الواثق بالله فقتل فيها آلاف الشيعة وهدم 33مسجدا وكانسنة362 هجرية فمعاناة الشيعة للإضطهاد في زمن سليم الأول أعلن شعار أن قتل شيعي يساوى أجر قتل 70يهودي وفي 558هجرية وكان هذا الإضطهاد لشيعة علي بن أبي طالب بداية الدولة الأموية والعباسية حتى انه حرضت عليهم بعض الفتاوى الشيطانية.
ومن خلال التاريخ لم تحصل مؤامرة لشيعة علي ضد الإسلام والمسلمين بل كانوا مستضعفين بسبب مناصرتهم لأهل بيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وخلاصة الكلام كتبنا تحتوى على الفتنة والتكفير والإرهاب الحالي والقتل مستمد من بعض مفاهيمها وتحريضها فكيف نكفر مسلم يؤمن بالله ربا وبالاسلام دينا ومحمدصلى الله عليه وآلة وسلم رسولا يؤمن بالقرآن يحل حلاله ويحرم حرامه ويختلف معنا في بعض المفاهيم ؟ ومن العجب والملاحظ ذم المناظرة مع الخصم كما ذم الحنابلة الحوار والمناظرة مع المعتزلة والتقارب اليهود والنصارى والتشديد على المسلمين وترهيب من لم يكفر المسلمين المخالفين لهم إذا أراد المسلم السكوت عن هذه الخصومات لايتركونه بل يرهبون بقولهم <من شك في كفر الرافضة والوقفية والجهمية فهو كافر > حتى يبقى العامي والبريء مكفر للمسلمين المخالفين لهم ومما سبق نستلخص مما سبق أن كفر من يشهد أن إله إلا الله محمد رسول الله ظلم وتجني سواء كان سني أو شيعي أوصوفي أو غيره الإسلام لايملكه أحد ولا يحق لأحد الوصاية عليه وإحتكاره وإختزالة في طائفة أو مذهب.
الامام محمد فال ولد محمد ارشيد