تابعت كغيري من الصحفيين المهمتمين بالمؤتمرالصحفي الاسبوعي للحكومة يوم الخميس الماضي الموتمرالصحفي الذي عقده وزراء الثقافة والصناعة التقليدية الناطق الرسمي باسم الحكومة محمد الأمين ولد الشيخ، والبترول والطاقة والمعادن محمد ولد عبد الفتاح، والتشغيل والتكوين المهني وتقنيات الاعلام جا مختار ملل.
وكان من بين الاسئلة التي رد عليها وزير الثقافة والصناعة التقليدية الناطق الرسمي باسم الحكومة الدكتور محمد الامين ولد الشيخ سؤالا يتعلق بجولة رئيس مبادرة انبعاث الحركة الانعتاقية {إيرا} بيرام ولد الداه ولد اعبيد في إفريقيا.
والتي قال عنها من بين ماقال" إن هذه الجولة لاقيمة لها لأنه كأي"تيفاي" يذهب لدول افريقيا بعضهم يتاجر ببضاعة له والبعض بالوحدة الوطنية او بشعارات أخرى" مضيفا "ان الدول الافريقية لم تحتضنه لأنه سافر كأي إنسان عادي "تيفاي"بين السنغال وبوركينافاسو وتعامل مع بعض المحطات الاعلامية الخاصة بالسنغال كتعامله مع المحطات الاعلامية هنا في نواكشوط مشيرا إلى أنه ولج بالفعل في بوركينافاسو إلى وسيلة إعلام رسمية".
وإلى هنا يبدو كلام الوزيرعاديا إلا أنه أضاف وهي الإضافة التي ننشد هنا في هذا المقال.
"لكن وزير الخارجية البوركينابي اتصل بالوزيرة المنتدبة المكلفة بالشؤون المغاربية والافريقية والموريتانيين في الخارج واعتذر لها عن ماحصل وأقيلت الصحفية التي كانت السبب في ولوجه لهذه الوسيلة الرسمية".
وإلى هنا ينتهي كلام الوزير لنعود إلى بداية القصة ففي مساء الأحد11سبتمبر2016 وتحديدا عند الساعة الثامنة وعشر دقائق بالتوقيت المحلي بواكادوغو أجرت الصحفية البوركينابية Nathalie kaore مقابلة مع رئيس حركة إيرا بيرام ولد الداه على قناة" rtb" الحكومية وهو تصرف فسر من طرف الكثيرين هنا في موريتانيا على أنه احتضان لحركة "إيرا" ورئيسها بيرام من قبل النظام القائم في بوركينا فاسو.
ومهما يكن من أمر فليس المهم عندي شخصيا تأكيد هذا الاحتضان أم نفيه بقدر ما تهمني صحة المعلومة التي قدم الوزير خاصة بعد ظهور الصحفية التي تمت إقالتها هنا في العاصمة انواكشوط بذاتها على نفس القناة وفي نشرة للأخبار في اليوم الموالي لتصريح الوزير.
وسأطرح هنا ثلاث سيناريوهات للقضية من باب حسن الظن بالآخرين:
أولا: إما أن يكون وزير خارجية بوركينا فاسو وهو ما نرجوه قد تعمد الكذب على وزيرتنا المنتدبة لدى وزير الشؤون الخارجية المكلفة بالشؤون المغاربية والافريقية والموريتانيين في الخارج وهو ما يستدعي منا التضامن مع الوزيرة والتنديد بهذا التصرف غير اللائق من طرف الوزير البوركينابي.
ثانيا:إما أن تكون الوزيرة قد فهمت كلام الوزيرالبوركينابي إن كان حدث غلطا أو لم تتأكد من كلامه على الاطلاق كما لم تتأكد من صحة المعلومات التي قدمت في الأسابيع الماضية عن الجالية الموريتانية بالغابون وتدخل الدولة في الوقت المناسب.
ثالثا:إما أن يكون الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية قد ظن والظن أكذب الحديث أن الوزير البوركينابي قد اعتذر للوزيرة وأنه تمشيا مع الطريقة الموريتانية قد يتم إبعاد الصحفية التي قامت بهذا التصرف.
وإلى هذا الحد يمكن أن يتم إقناع المواطن البسيط بجميع الاحتمالات إلا في جزئية وحيدة تتمثل في إقالة الصحفية التي لم تحدث في بوركينا فاسو على الأقل مما يفتح الباب أمامنا لاتهام الجميع بالكذب.
فالوزير البوركينابي تعمد الكذب على شخص واحد والوزيرة التي نقلت تصريحه تحملت وزرالكذب على الحكومة أما الناطق الرسمي باسم الحكومة الموريتانية الذي أعطى هذا الخبر للرأي العام الوطني والدولي فأترك للقارئ الكريم تحديد الرقم الذي كذب عليه الوزير.
وكان حريا به وهو الذي تولى هذا العبء أن لا يعلق على هذا الحدث وأن يتحر الحقيقة قدر الإمكان بشأنه "فما يزال الرجل يصدق ويتحرى الصدق حتى يكتب عند الله صديقا".
ولله الأمر من قبل ومن بعد
الحاج ولد أحمدو