ما زالت واقعة اغتصاب طفلة(12 عاماً)،من سكان مركز البلاد،من قبل ما يزيد عن (15) صبياً قاصراً على الأقل(وفقاً للشبهات-حتى الآن)-تثير عاصفة من ردود الفعل في مختلف الأوساط.
وفي موازاة هذه الضجة،تتسلط الأضواء على نتائج ومعطيات دراسة بحثية أجرتها كلية "تل حاي" الأكاديمية،بالجليل الأعلى،أبرزها أن 40% من الفتيان والأحداث في إسرائيل يعتقدون بأنه لا عيب ولا ضرر ولاغضاضة في ممارسة الجنس الجماعي(!) بينما قال 34% من الأحداث أنهم "لا يعتقدون" أن هذا الأمر محظور أو خاطئ،ولم يعترض على ذلك (بشدة) سوى 26% من المشمولين بالدراسة البحثية!
"هي راغبة بذلك"!
ومن المعطيات الأخرى المثيرة للقلق-أن 36% من الأحداث والشبان يعتقدون أنه لا يجب التردد في ممارسة الجنس مع فتاة "معروف عنها" أنها لا تمانع ذلك،فيما أبدى 40% تخبطهم وترددهم بشأن هذه المسألة،وعبر 24% فقط من الشبان عن اعتقادهم بأن هذا الأمر محظور وممنوع.
وأجرت هذه الدراسة البحثية الدكتورة "أفيغابي مور" رئيسة مسار دراسات الجندرية في كاية "تل حاي" الأكاديمية،وهي باحثة في مجال العنف الجنسي.وشمل البحث عينة مكونة من (405) أحداث وفتيان،من كافة أنحاء البلاد،تتراوح أعمارهم ما بين 14-18 عاماً.
وبيّنت الدراسة أن 34% من هؤلاء الشبان يعتقدون أن الفتاة التي تمارس الجنس بشكل دائم مع مجموعة من الشبان،إنما هي تقوم بذلك طوعاً وبمحض إرادتها،وأنها راغبة بهذه الأفعال.وقال 30% من الفتيان أنهم ليسوا واثقين بذلك،بينما قال 27% منهم أنها تفعل ذلك بسبب ضائقة نفسية وليس بإرادتها.
"سلعة جنسية للاستعمال"!
وصرحت معدّة البحث،الدكتورة "مور"،بأن قضية الاغتصاب الجماعي المقززة للطفلة المذكورة،ومثيلاتها من القضايا-نابعة من قيم وسلوكيات شائعة في المجتمع،ترى في الفتاة "سلعة جنسية معدّة للاستعمال"! وربطت الدكتورة "مور" بين هذه السلوكيات والاستهلاك المتزايد للمواد و "الأدبيات" الجنسية ("البورنوغرافيا") في أوساط الشباب،وأشارت في هذا السياق إلى أن 52% من الفتيان والصّبية في إسرائيل يبحرون في مواقع ذات مضامين جنسية "بورنوغرافية" عدة مرات خلال الأسبوع،بينما يبحر 40% منهم عدة مرات في الشهر،ويمتنع عن هذا "الإبحار" 8% من الشبان فقط!
وعن ذلك قالت الدكتورة افيغايل مور،إن الانكشاف الواسع والمكثف لهذه المضامين تجعل كثير من الشبان يستقون معلوماتهم ومعارفهم عن الجنس عن مصادر تعكس صورة مشوهة عن العلاقة بين الجنسين عموماً،وعن جنسانية المرأة خصوصاً.وأضافت أن مضامين "البورنوغرافيا" أصبحت أكثر عنفاً وتطرفاً من أي وقت مضى "وبما أن هؤلاء الشبان فاقدون للمساواة الجندرية مع الجنس الآخر،فإنهم يُقرنون جنسانية الرجل بالسطوة والسيطرة والإخضاع والإذلال والاستغلال الجنسي للفتيات والنساء"-على حد تقييمها.
وأضافت د.مور أنه يتعين،على ضوء نتائج هذا البحث،بلورة وصياغة خطة تربوية لإحداث تغيير المعرفة والوعي حول هذه المسألة في أوساط الفتيان والشبيبة والأحداث،انطلاقاً من الحاجة الملحة إلى التدخل الوقائي،على كافة الأصعدة،من أجل تطوير ورعاية أحاسيس الفتيان باتجاه عدم جواز الاستغلال الجنسي للفتيات،وتشجيعهم على تطوير مفاهيم وقيم أخلاقية داخلية يسترشدون بها ويحتكمون إليها في علاقاتهم مع الجنس الآخر.