سوريا في حسابات قيصر قائم.. ورئيس راحل

سبت, 03/09/2016 - 19:59

مع اقتراب الولايات المتحدة وروسيا من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في حلب مدته 48 ساعة، يأمل الجانبان بأن يخفف اتفاقهما معاناة المدينة، ويجيب، ولو على جزء، من مطالب المجتمع الدولي بتحرك أميركي روسي حاسم.

فالمجتمع الدولي الذي بات واثقا من أن موسكو وواشنطن تملكان أهم مفاتيح الحل السوري، لا يعرف بعد ماذا يدور في خلد الروس والأميركيين، وأين تلتقي حسابات الطرفين وأين تبتعد؟

الذي يريده الروسي المتورط حتى أذنيه في سوريا من الأميركي، الذي يرتدي قفازين ويشير من بعيد خوفا من التورط في النزاع السوري حبل سوري يذكره بأفعى فيتنامية وأخرى عراقية؟

الرئيس الروسي، فلاديمير بوتن، وفي أكثر من مناسبة أحدثها الجمعة، يتحدث عن اتفاق قريب مع نظيره الأميركي، باراك أوباما، لكن "حسابات قيصر موسكو" قد لا تعني لرئيس أميركي على وشك التقاعد الكثير.

فهل هي أفكار للتمني أم تستند إلى وقائع تشي بأن الروس والأميركيين سيرضخون للمطالب الدولية بحل الأزمة السورية، لأنهما من يملكان مفاتيحها؟

ومفاتيح الروس لن تستعصي عليها أبواب دمشق أو طهران وحتى بيروت وهنا الحديث عن حزب الله.

أما مفاتيح الأميركيين كفيلة بفتح أبواب أنقرة المغلقة إن لم تكن فتحتها فعلا.

ولكن ماذا عن الأبواب الفرعية الأخرى التي تقود إلى متاهات سورية يرى الروس والأميركيون أنهم بغنى عنها، إنها فصائل تناجز دمشق، وتستعدي تركيا وثالثة تدعى داعش تقتات برضا أكثر من طرف على دم الفصائل المتناحرة وغياب التصدي الدولي الحازم لها.

فإذا فتحت الأبواب، وهذا من باب الافتراض، فإنك أمام آثار حرب أكلت الأخضر واليابس، تركت مدنا وقرى أثرا بعد عين، وشعبا إما نازحاً أو مهجراً أو حبيس السجون.

عندها قد يعي الروس والأميركيون حجم المأساة التي ساهموا فيها بذات المقدار الذي ساهم فيها التعنت والتطرف والحسابات الإقليمية والطائفية.