بعد الانتكاسات المتكررة التي منية بها نضال لحراطين منذ السبعينات القرن المنصرم وما تلاها من أنتكاسات في العشرية الأولى من القرن الجاري الم يئن الوقت للاعتراف بضعف الاستراتجيات المتخذة من طرف من يدعي زعامة أكثر من مليون ونصف مليون من أبناء آدم عليه السلام ويعترف أيضا أن قوة الخصم أقوى وأمتن من أن تحركها منظمات وحركات يكفها من المشروعية أسم وشعار وإيجار فندق أو صال من الصلات الكبيرة ليزيد القدرة المادية للمنظومة الإقطاعية لتتحكم أكثر في رقاب البأساء والمعوزين من لحراطين القابعين في ويلات التخلف والجهل والمرض
أو بعض الشباب اللاجئ في منازل ذويه ولا يمتلك من القدرة المادية ولا المعنوية ما يمكنه من شراء علبة سجائر رديئة الصنع
أو جمع مجموعة من فتيات الحرطانيات المهووسين بحب تغيير لون بشرتهم كنوع من محاكاة الطرف الآخر ومادام الحال هكذا أو هذا أخترنا لأنفسنا علينا
أن نعترف على عجزنا وعدم جدوائية نضالنا ونفسح المجال لمن يستطيع أو حتى يبعث الله من بطون ذوات النون على مخلص يخلص لحراطين والبظان والزنوج من مطبات الواقع المؤلم ونبتعد عن التلكؤ وإلقاء اللائمة على آخرين نجيجة لعجزنا الداخلي وإن لم أقول الفطري
مع أن الملامة وعقلية المؤامرة ليست بالحديثة على نضال لحراطين إذ هي منذ الإرهاصات الأولى لنضال حتى يومنا ولم تسلم منه أي حركة ولا تيار ولا حتى أفراد ومع أننا لا نكر مساعي دولة (كوميات وايمازلن) الحثيث لنيل من نضال لحراطين وتفتيتهم وشغلهم بأنفسهم من خلال زرع الخلافات الشكلية بينهم وشراء ذممهم بعضهم
لكن لدي سؤال لنفترض أن الدولة لم تتدخل في نضال لحراطين ولم تسعى لتشتيت جهدهم وأنهم ما زالوا عصب واحدة
بمعنى آخر لنفترض أن حركة "الحر" لم تنقسم على نفسها
وأن حزب "التحالف" لم تقع فيه خلافات ولم يتفتت على رأس مسعود
وأن حركة "إيرا" لم يقع فيها أنشقاقات وأنها ما زالت متماسكة
وأن وأن وأن ...
هل أفكار هذه القادة واستراتجياتهم لنهوض بالدولة الموريتانية من خلا تحرير المعبدين وترقية لحراطين صالحة أن تقوم بما ذكرناه سالفا ؟
مع علمي المطلق الذي لا يرقى اليه شك بأن نضال لحراطين قد تم التدخل فيه من طرف الجهات الرسمية من مخبارا وطابور خامس من لحراطين
إلا أن العبء الأكبر يقع على عاتق من يقود العربة وهو عاجز عن تصويب زلاته أحرى أن ينصب نفسه كقائد يريد أو يراد منه تحرير أمة
إن هذه الشخصيات والحركات نراها براقة من الخارج لكنها منخورة من الداخل
إذ بعضا منها لا يمتلك حتى نظام داخلي ولا خارجي وهي على العموم
لا تمتلك أبسط مقومات البقاء على قيد الحياة في أدغال إفريقيا أحرى مجابهة نظام تأسس منذ الستينات
على الثوار أن لا يناموا كي لا ينتعل الجبابرة أكباد المستضعفين
محمد فال نوح