ظننا أنه حين قل منسوب العروبة عند المغرب سيكون ذالك فرصة لرفع منسوبها لدينا في عيون أشقائنا ، وأننا أخيرا ولجنا بابا ظل لسنين موصدا في وجوهنا ... أو علي الأقل كان يكلفنا الكثير والكثير ، من الثرثرة وارتجال الأشعار الفصحى وتعريب المناهج والإدارات بين الفينة والآخر ، ورغم فشل ذالك الا اننا مازلنا في ذالك المضيق الذ أربك الكل والذي لسان حاله كيف يمكننا أن نثبت بأننا عرب صرف...؟! تواتر أغلب المحللين على أن أحداث 89 التي أدت إلى قتل الكثير من المواطنين الزنوج وتشريدهم .. كانت من فكر البعث تماما كما كان صدام يفعل مع الاكراد ولذلك كنا ونحن صغار نربى على كره الزنوج ( لكور ) ومقتهم و والنظر إليهم على أنهم حثالة وضيعين يسعون الي تفكيك موريتانيا وتقسيمها ، كان هذ هو ما يعلق في ذهنك من الشارع النواكشوطي المحتقن في التسعينات و الغرض الخفي من هذا هو كيف نظهر عروبتنا أكثر فاكثر... ذهب صدام وسقط حكم ولد الطايع و اعتقدنا ان المسافات ستقصر خصوصا بعد إعلان ولد عبد العزيز صلاته على قتلي الزنوج وإعادة المبعدين .. وبالرغم من الضغوط الدولية والمحلية التي أدت الي ذالك فإننا كنا متفائلين جدا لتخطي ذالك الصراع الفكرى المتخلف .. إلا أننا اكتشفنا مجددا أن المشكلة أساسا تكمن في زيادة أو نقصان منسوب العروبة لدينا من فترة لأخرى ، فكلما واتتنا فرصة عروبية كشرنا عن انيابنا وضربنا بعرض الحائط علاقتنا بشركاء الدين والأرض والزمن .. ثم ما نلبث أن نعود صاغرين محبطين لاكتشافنا بأننا مجرد أدات "معربة" لا غير .. لنرجع مرة أخري لبذل مزيدا من الوقت والنفاق للعودة السلسة إلى الرفقة الحتمية!. لقد كلفتنا القمة أكثر مما اكسبتنا؛ حدث مزيدا من تقويض للحريات ، فقد ذهبت عنا تاركة سجوننا مليئة بسجنناء الرأي، والمعذبين نفسيا وجسديا لقد جاء العرب وذهبوا في ما لا يتجاوز يومين وتركوا لنا ما يحتاج اصلاحه لسنين كثيرة .. هكذا هم القادة العرب وفكرهم الذي لا يفارقهم فأي أرض حلو تكون بضمتهم فهم والدكتاتورية ؛ كعلاقة الشافعي بعلمه حين خلد ذالك في البيت الشعري: " علمي معي لا في جوف صندوقي أن كنت في البيت كان معي وان كنت في السوق كان فيه معي ". المذا لا نركز على هويتنا المحلية المدعومة بمكانتنا الجغرافية؟ ونحاول أن نبني دولتنا من خلال بناء مجتمع صالح متماسك و أن يكون اختلافه هو سر قوته .. فهذه الوضية التي نحن فيها لن يتشرف أي أحد بانضمامنا إليه ولا انتسابه هو إلينا .. تركيا مثلا ارادت الانضمام الي الاتحاد الاوروبي ليس للتشابه العرقي أو الثقافي وإنما لمكانتها العلمية وتقدمها في شتي مقومات الدول الحديثة المعاصرة .. هذه هي لغة العصر: ( ماذا حققت تنمويا اقتصاديا فكريا اجتماعيا ) لا كالفتى الذي يقول " كان أبي ". لذا هنا لم اهتم بنجاح القمة من فشلها لأنني مهموم بفشلنا في اتخاذ القرارات المناسبة والتدابير المعقلنة المنطلقة من أبجديات مصلحة المجتمع والوطن ، فلوكانت استضافة القمة ارتكز على اجنداتنا الذاتية لا " العربية " لكانت وضعت استراتيجيات ودراسات علي أساسها يتم القبول أو الرفض. وهو ما لم يحدث فمباشرة بعد اعتذار المغرب لم يبقي لدى المنظمين سوى البحث عن دولة لا تحترم سيادتها ولا شعبها ( وطايح اله من اسم استضافت أي شيء ) يعني بتموت في الاستضافات... وهذا لا يتوفر حاليا الا في موريتانيا بقيادة الجنرال محمد ولد عبد العزيز وتم له ذالك .. نريد القطيعة مع هذا و بتنا نشتاق الي حب الوطن والاحتفال به في المناسبات أيا كانت .. ولكن على أن لا يكون ذالك رياء أو فيه تلبيس للحقيقة أو دعما للمفسدين علي فسادهم وسرقتهم أموال الشعب تقويضا لاحتمال أي تقم أو ازدهار لهذا البلد.......!
بقلم عبد الوهاب ولد سيدي المختار