الحراطين من دولة القبائل إلى لاري والتدويل لقد ظلت إثارة الفتنة وتهديد الوحدة الوطنية مرتبطة بنضال الحراطين منذ فجر التحرر وحتى اليوم فلم يمر جيل من الحراطين إلا واجهته المنظومة القبلية الحاكمة بتهمة إثارة الفتنة والعمالة للخارج والعنصرية فهما أعتى سلاح واجهت به القوى الانعتاقية منذ نشأة الحر بل منذ عهد جمبير ، فبعد أن بطل سلاح التكفير وأفلست المنظومة الفقهية بات لزاما ابتكرار نهج جديد لضرب الحراك الانعتاقي السلمي الساعي للقضاء على العبودية ومخلفاتها ، فبالعودة إلى التاريخ واستقراءه يتجلى لنا جليا أن التحامل على الحراطين ليس جديدا ، فلم يسلم الرعيل الأول من مؤسسي حركة الحر من التهمة بالعنصرية وإثارة الفتنة بالرغم من سلميتهم التي حافظوا عليها في ظل المناخ العالمي الذي ولدت فيه الحركة حيث كانت الحركات المسلحة تسيطر على العالم وصراع القطبين يوفر حاضنة لكل الحركات الانعتاقية والساعية إلى تحقيق هدف المشروع وخصوصا إن كان من بين مؤسسي الحركة من تشبع بأفكار المد الثوري الشيوعي ، إلا أن ذلك لم يمنع الدولة من مضايقتهم وسجنهم ومحاكمتهم وإصدار أحكام تصل إلى حد الاعدام وظلوا رغم كل ذلك محافظين على سلميتهم ووطنيتهم رافضين العون الخارجي حتى بدأ العهد الديمقراطي لتخرج الحركة من العمل السري وتتجسد في إطار حزب سياسي ونقابة ومنظمة هذا فضلا عن وجود قادتها في صف النظام . وتجدر الاشارة إلى أن هذه الهيئات لم يتم تشريعها إلا بعد مواجهات مع النظام باستثناء حزب العمل من أجل التغيير الذي تعم حله بعد ذلك بتهمة العنصرية دون أن يرضى منسوب الاضرار بالسلم الأهلي ولم ييستعينون بالخارج في وجهة نظر المنظومة القبيلية دعاة التفرقة والفتنة مناصرين لكل الحركات التي رافقت الحراطين ، إلى يومنا هذاإلى جانب من عرف يومها بمرشح العسكر سيدي محمد ولد الشيخ عبد الله مقابل بعض الالتزامات التي التي لم ترقى إلى مستوى تطلعات الحراطين شكل ذلك نوع من تخفيف التهم العنصرية والعمالة حتى حدث الانقلاب العسكري بقيادة الرئيس الحالي وظهور حركة ايرا وتراجع السلطات الحاكمة عن التزاماتها للحراطين ليشكل ذلك نكسة انعكست سلبا على الحراطين وفككت كيانهم وأعادتهم إلى المربع الأول مع ظهور حركة إيرا وخطابها الصادم وميدانها المزعج لتعود التهمة بالعنصرية وإشارة الفتنة إلى الواجهة وذلك مع الانفتاح على الخارج وحرق المكت الفقهية الشيء الذي أربك المنظومة القبلية بالرغم من سياسة العصى والجزرة التي يتعاطى بها النظام مع قادة الحراطين والتي لم يسلم منها أي من قادة الحراطين ظلت تهمة العمالة للغرب والتآمر على الوطن سلاح رادع لكل الانعتاقيين إلا أن كل ذلك لم يمنع الأجيال من مواصلة النضال وبوسائل سلمية وبات مطلب تدويل قضية الحراطين مطلبا لا رجعة فيه وهو الوسيلة الوحيدة لتحقيق مكاسب تضمن حياة سعيدة للجميع في ظل تمنع النظام القائم وحاضنته القبلية عن نقاش معاناة الحراطين على مستوى وطني حيث شكلت وثيقة الميثاق تصورا قابلا للنقاش اتفق عليه الحراطين ولم يلتفت النظام عليها بل حاول عرقلتها وعدم التبالي بها ، إضافة إلى ما سبق ظلت تحاصر الحراطين وتمنعهم من فتح علاقة دولية معتبرة ذلك خيانة للوطن ، بالرغم من أن هذه المنظومة القبلية لا تفوت فرصة لتلاقي مع السفراء الأجانب ، حتى جاء السفير الأمريكي لاري أندريه الذي كسر كل الحواجز والتقى بكل الأطياف وأكلع على معاناة الحراطين وعزز ذلك بتقرير لاتسون ، لتبدأ الماكنة القبلية في التحرك ضد هذا السفير بل ضد الانفتاح على الحراطين وتدويل قضيتهم مستشهدين بتاريخ الولايات المتحدة "الأسود " ومتهمين المدافعين عن السفير لاري بالمتاجرين ، ولكن ما لا يفهمه هؤلاء أن التمسك بلاري تمسك بتدويل قضية الحراطين ولا رجعة فيه ، ومن هنا أدعو كاغة شباب الحراطين للوقوف مع لاري ومع تدويل قضية الحراطين .
الشيخ ولد عبدي